شهباز: لن ننتقم ومتمسكون بدولة القانون بعد 15 ساعة من الجلسات المتواصلة؛ أنهى البرلمان الباكستاني أكبر أزمة دستورية وسياسية بعد نجاح المعارضة في اعتماد قرار حجب الثقة عن حكومة عمران ب174 صوتاً مقابل صفر من الأصوات، حيث رفض أعضاء حزب عمران المشاركة في التصويت. فيما سيعقد البرلمان اليوم الاثنين لانتخاب رئيس جديد للوزراء، حيث قدمت المعارضة أوراق مرشحها؛ رئيس تحالف الديموقراطية ورئيس حزب الرابطة شهباز شريف، فيما قدم حزب عمران خان اسم وزير الخارجية شاه محمود قريشي كمرشح لها. ومن المؤكد أن شهباز سيحصل على أغلبية البرلمان، وقال رئيس المعارضة ورئيس حزب الرابطة شهباز شريف، الشقيق الأصغر لنواز شريف، في كلمته التي ألقاها في البرلمان فجر أمس الأحد:"إن المعارضة لن تتبنى أي توجه انتقامي ضد الأحزاب السياسية"، في معرض إشارته لعمران خان، الذي يعتبر أول رئيس وزراء يتم حجب الثقة عن حكومته في تاريخ باكستان، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن القانون سيأخذ مجراه، وتابع شهباز قائلاً: "إنه فجر جديد للديموقراطية ودولة القانون"، مؤكداً أن المعارضة موحدة لمعالجة الأزمات التراكمية التي خلفتها الحكومة الماضية، ووعد ب"بلسمة جراح الأمة". من جهته قال مولانا فضل الرحمن، زعيم جمعية علماء الإسلام وأحد الشركاء الرئيسين في تحالف المعارضة، في تصريحات للإعلامين أمس الأحد: "إن باكستان تجاوزت أزمة دستورية في تاريخها"، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة العمل المؤسس. وتسارعت التطورات على الساحة الباكستانية بشكل غير مسبوق، حيث رفض البرلمان أول من أمس حجب الثقة عن عمران خان وفق ما ورد في قرارات المحكمة العليا، التي قضت ببطلان جميع قرارات الرئيس الباكستاني. وبعد إقالته من منصبه، غرد رئيس الوزراء المقال عمران خان في حسابه مؤكداً على وجود مؤامرة خارجية لتغيير النظام في بلاده على حد قوله، مشيراً إلى أن الشعب الباكستاني سيحمي الديموقراطية والسيادة. وكان خان أقيل من منصبه بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة إثر أزمة سياسية استمرّت أسابيع. وصوّت 174 نائباً لصالح حجب الثقة، في بلد لم يكمل أي رئيس حكومة فيه فترته. وأتى تصويت البرلمان هذا عقب أزمة سياسية استمرّت أسابيع عدة، دفعت بعض حلفاء خان في الائتلاف الحاكم، فضلاً عن أعضاء في حزبه "حركة إنصاف" إلى التصويت لصالح "الإطاحة به". ووردت معلومات بعقد لقاء جمع رئيس الوزراء المقال بقائد الجيش الباكستاني الفريق قمر جاويد باجوا أول من أمس، أعرب فيه عمران لقائد الجيش عن استعداده تقديم استقالته بشرط ضمان محاكمته، ولم تؤكد هذه المعلومات مصادر مستقلة. وستعمل الحكومة الجديدة على إجراء انتخابات مبكرة نهاية العام الجاري، عوضاً عن الانتخابات البرلمانية التي من المفترض أن تعقد في أكتوبر 2023. وأياً كان من سيخلف عمران فإن أمامه مهمة ضخمة، والتحديات كثيرة بدءاً بتصحيح مسار الاقتصاد الذي يعاني معدل تضخم مرتفع، وتراجعاً متواصلاً لسعر صرف الروبية، وعبء مديونية مقلق. كما يشهد الوضع الأمني تراجعاً، في ظل تكثيف حركة طالبان الباكستانية هجماتها خلال الأشهر الأخيرة مدعومة بعودة حركة طالبان إلى الحكم بأفغانستان في أغسطس الماضي. زرداري يلقي كلمة في البرلمان قيادات المعارضة أصبحت شريكة للائتلاف شهباز شريف يقدم أوراق ترشحه لرئاسة الوزراء