لن نشعر بقيمة الأشياء إلا عند فقدانِها. في هذهِ الجائحة فقدنا الكثير من الممارسات التي كنا نمارسها في حياتنا، كانت ذكريات مؤلمة ولكن لا بأس فيها، شعرنا بالنعم التي لا تعد ولا تحصى وفيها أدركنا قيمة حياتنا واحسسنا ببعض الأمور التي كنا لا نشعر بها. عشنا أياماً تعثرت فيها نفوسنا، فقدنا الحضور للمساجد والمدارسنا والأعمال والشوارع جميعاً في آنٍ واحد. قد كان هذا الأمر من أصعب الاشياء التي واجهها العالم وكانت حقيقة الاشياء من حولنا مرعبة ومؤلمة، لم نستوعب أننا في يومٍ من الأيام يتسنى لنا مراقبة عدد الوفيات والاصابات بشكلٍ يومي وتنفطر قلوبنا على من يعز علينا في فراقهم ومرضهم، وأن تكون الشوارع فارغه، المدارس دون الطلاب، تكون أعيادنا دون زيارة الاقارب ولا الاصدقاء ونصوم الشهر الفضيل بعيدًا عنهم. لكن رغم هذا صنعنا ذكريات ستخلد في التاريخ وكل منا سيروي معاناته. ستمضي السنين وتبقى هذه الجائحة ذكرى مؤلمه لنا ولتاريخ للأجيال القادمة، ولن ننسى ما قدمته لنا الحكومة في مواجهة هذه الجائحة، كانت سندًا لنا وحضناً دافئ ومدت يد العون لنا بحول الله وقوته وكان هدفهم الاول والاخر حماية الأنسان. ختامًا، أعلم ان الكلمات لا توفي ما شعرنا به ولكن أتمنى أن ندرك قيمة أيامنا العادية والفرق بين الامس واليوم واستشعار النعم التي تحيط بنا ونحمد الله عليها وعلى وطننا وكل من ساهم في حمايتنا وراحتنا من رجال الأمن والأطباء والمعلمين والإعلامين. والحمدلله الذي أخرجنا من حلق الضيق الى اوسع الطريق.