وأنت تشاهد المشهد الرياضي السعودي دوري وكأس، ومع كل مواقعه وأدواره المتغيرة إلا أن هناك ركناً ثابتاً، وقاعدة لا تتغير، إنه الهلال. وكي لا يكون الحديث كلاماً إنشائياً، أو أهازيج عاشق، أو صياح متعصب، سأتحدث بالحقائق والشواهد. الهلال كعادته مختلف، فلا صياح ولا ادعاء بالمظلومية ولا احتجاجات صبيانية، يصل لمراده بأسهل الطرق، وخلال القانون والأنظمة، ويعود ذلك لأسباب منها: إدارة هادئة حكيمة برئاسة الظاهرة الأستاذ فهد بن نافل ذي الأربعين عاماً، والذي رغم فترة رئاسته القليلة منذ 18 يونيو 2019 إلا أنه قهر أعتى وأعصى البطولات، كيف لا وقد روّض الآسيوية ودق طبول العالمية وتربع على عرش الأرقام والزعامة، بهدوء يزلزل الجبال، وقرارات حكيمة غير متوقعة، تخالف أهواء المدرج أحياناً، لكن غيمة الاستغراب سرعان ما تزول مع كل رقم يضاف في خانة الآحاد من البطولات. ولم يكتف بذلك فعلى صعيد التعاقدات والرعايات فقد تجاوزت قيمة لاعبيه السوقية في زمن إدارته ال60 مليون يورو، وجلب عقود رعاية تجاوزت قيمتها الإجمالية ال675 مليون ريال بعضها على مدى سنوات. ومع هذا كله يلازمه الهدوء وهو يرتشف كوباً من الشاي مع كل بطولة يحققها. من الأسباب التي جعلت الهلال مختلفاً، تعاقب النجوم والأجيال على قيادة دفة الزعامة، فيرحل (عميد حراس العالم) ويخلفه الأخطبوط الحارس الذهبي عبدالله المعيوف، ساهم بنسبة كبيرة في كثير من الاستحقاقات والأرقام الهلالية، لا نستطيع حصر لحظاته التي أنقذت الهلال من السقوط ليرتقي منصات التتويج، عاد للهلال ليكون زعيماً، ومع كل هذا لن يكون نهاية المطاف، وقريبا ستشاهد بطلاً جديداً يكون خير خلف لخير سلف، إنه الهلال. ومن الأسباب أيضاً تواجد الأسماء الشابة الواعدة، وإتاحة الفرصة لهم، على سبيل المثال لا الحصر: المدافع متعب المفرج ذو ال25 عاماً، والذي تنقل بين التعاون والشباب واستقر في الهلال ليبزغ نجمه في منافسات كأس العالم 2022، ليصبح محط الأنظار والسؤال، فصغير السن فعل ما لم يفعله الكبار، والجميل أن غيره كثير، فالهلال كعين الماء الجارية التي لا تنضب على مر العصور والأزمان. وكلمة ختام أتوجه بها لجماهير الزعيم، الرقم الصعب، والمحزم الممتلئ، والموج الأزرق، والقوة الزرقاء، ومصدر الإلهام، فهو مختلف كناديه، لا يهرب ساعة اللقاء، ولا ينسحب وقت المعمعة، ولا يرفع الكروت الملونة، ولا يرمي رموزه، كم من المرات كان سبب العودة من الخسارة للتعادل أو الفوز، فلهؤلاء الزعماء نقول شكراً.