أكّدت منظمة الصحّة العالمية أمس، أنّ أكثر من مئة هجوم استهدفت الخدمات الصحية في أوكرانيا، مطالبةً بوصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم خلال مؤتمر صحافي: "حتى اليوم تحقّقت منظمة الصحّة العالمية من 103 هجمات على الخدمات الصحية، مع 73 قتيلاً و51 جريحاً، بينهم عناصر طبية ومرضى"، معرباً عن أسفه لهذه الحصيلة "القاتمة"، وأن 89 من هذه الهجمات المؤكّدة طالت مؤسسات صحية والبقية عربات نقل غالبيتها سيارات إسعاف. وأعرب المدير العام عن "الغضب إزاء استمرار الهجمات على الخدمات الصحية"، مذكّراً بأنّها تشكّل "انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني". وأوضح المدير الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية هانز كلوغه في مؤتمر صحافي في لفيف، أنّ "منظمة الصحة العالمية تمكّنت من تسليم مستلزمات منقذة للحياة في العديد من المناطق المتضررة، لكن صحيح أن الوصول إلى بعضها لا يزال صعباً للغاية"، مضيفاً "أعتقد أن الأولوية بوضوح هي ماريوبول". وأشار كلوغه إلى أنّ منظمة الصحة العالمية "تمكنت حتى الآن من تسليم 185 طناً من المستلزمات الطبية إلى المناطق الأكثر تضرراً في البلاد، لتصل إلى نصف مليون شخص". ولم يحدد المسؤول في منظمة الصحة العالمية الجهة المسؤولة عن الهجمات على الخدمات الصحية في أوكرانيا، مؤكّداً أنّ المنظمة "لا تتمتع بصلاحية" القيام بذلك، معرباً عن قلقه بشأن المستقبل، في حين تحشد روسيا قواتها في شرق أوكرانيا لشن هجوم جديد محتمل. وبيّن أن منظمة الصحة العالمية "تبحث كل السيناريوهات، من الاستمرار في علاج الضحايا بشكل جماعي" إلى "الهجمات الكيماوية"، واعترف كلوغه بأنه "ليس هناك ما يضمن أن الحرب لن تزداد سوءاً". ويؤكد الطرفان أنّ الأوضاع الإنسانية هناك كارثية، والمدينة مدمّرة على نطاق واسع، والقلق كبير بشأن مصير المدنيين فيها، علماً أنها كانت تضم أكثر من 400 ألف نسمة قبل الغزو الروسي. واتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس روسيا بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول لإخفاء "آلاف" الضحايا.