تباينت أسعار العقود الآجلة لبراميل النفط الخام يوم أمس الأربعاء، بعد تعافيها من خسائر مبكرة حيث أثار التهديد بفرض عقوبات جديدة على روسيا، مخاوف بشأن الإمدادات، في مواجهة مخاوف من ضعف الطلب في أعقاب زيادة مخزونات الخام الأميركية وإغلاق شنغهاي الممتد. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، أمس الأربعاء، 11 سنتا أو 0.1 بالمئة إلى 106.75 دولارات للبرميل بحلول الساعة 0339 بتوقيت غرينتش بعد أن هبطت إلى 105.06 دولارات في وقت سابق من الجلسة. في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 11 سنتًا، أو 0.1 ٪، إلى 101.85 دولار للبرميل، بعد انخفاضها إلى 100.37 دولار في التعاملات المبكرة. وأعدت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، الأربعاء، عقوبات جديدة على موسكو بسبب جرائم قتل المدنيين في شمال أوكرانيا، والتي وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنها "جرائم حرب" تطالب بعقوبات مماثلة، ونفت روسيا استهداف المدنيين، وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل في سيكيوريتيز كو ليمتد: "تزايدت المخاوف مرة أخرى بشأن شح المعروض مع تصعيد الولاياتالمتحدة وأوروبا العقوبات على روسيا". ومن شأن عقوبات الاتحاد الأوروبي المقترحة، والتي يجب أن توافق عليها الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، أن تحظر شراء الفحم الروسي وتمنع السفن الروسية من دخول موانئ الاتحاد الأوروبي، كما حثت بريطانيا دول مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي على الاتفاق على جدول زمني للتخلص التدريجي من واردات النفط والغاز من روسيا. فيما تلاشت مخاوف المعروض من انخفاض الأسعار في وقت سابق بسبب ارتفاع الدولار، مما يجعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وزيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية، وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له فيما يقرب من عامين يوم الأربعاء بعد أن قفز خلال الليل على إثر تصريحات أكثر تشددًا من مسؤول في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وارتفعت مخزونات الخام الأميركية ونواتج التقطير الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، كما ارتفعت مخزونات الخام بمقدار 1.1 مليون برميل للأسبوع المنتهي في الأول من إبريل، مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 2.1 مليون برميل. لكن تصاعدت مخاوف الطلب أيضًا بعد أن مددت السلطات في الصين، أكبر مستورد للنفط، إغلاقًا في شنغهاي لتغطية جميع سكان المركز المالي البالغ عددهم 26 مليون نسمة. وقال هيرويوكي كيكوكاوا، المدير العام للبحوث في شركة نيسان للأوراق المالية، إن "ارتفاع الدولار وزيادة مخزون الخام الأميركي والمخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين بسبب استمرار إغلاق شنغهاي زاد الضغط في التعاملات المبكرة". كما قال كيكوكاوا: "من المرجح أن تظل أسعار النفط عند نحو 100 دولار للبرميل لفترة من الوقت وسط مخاوف من الطلب وتوقع بعدم حدوث صراع في الشرق الأوسط خلال شهر صيام رمضان، لكنها قد ترتفع مرة أخرى بعد رمضان ومع بدء موسم القيادة في الولاياتالمتحدة". في غضون ذلك، ما زالت الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، تناقش كمية النفط التي ستطلقها مجتمعة من التخزين لتهدئة الأسواق، ومن المتوقع صدور إعلان في الأيام المقبلة. من جهتها تستمر الصين، ولا سيما الهند، في استيراد أو زيادة حجم استيراد النفط الروسي، ولم تفرض الهند أي عقوبات، لذا فهي تشتري النفط الروسي بسعر مخفض وأكدت نيتها القيام بذلك في الأسبوع السابق، بالإضافة إلى الطاقة، الهندوروسيا شريكان في قطاعات الدفاع أيضًا. وراجع البنك الدولي في 5 إبريل أرقام النمو الاقتصادي لآسيا في الفترة المتبقية من عام 2022 وسط تزايد الفقر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وكانت الأسباب الرئيسة لذلك هي التباطؤ في الصين، وتغيير السياسة النقدية في الولاياتالمتحدة إلى جانب الصراع بين روسياوأوكرانيا، مما قد يؤثر على إمدادات السلع ويؤدي إلى صعوبات مالية عامة وسط ارتفاع الأسعار. في وقت قد تواجه بريطانيا نقصًا في البنزين والديزل مع استمرار المتظاهرين للمناخ في محاصرة منشآت النفط في إنجلترا، وكانت العمليات في مصافي النفط بالقرب من لندن وبرمنغهام محدودة لليوم الخامس على التوالي حيث تعقد الحكومة مناقشات منتظمة حول ما يجب أن يكون عليه النهج بشأن تطوير الوقود الأحفوري والصناعات المتجددة في المملكة المتحدة في المدى القريب.