في بعض الأحيان؛ لا خيار لك إلا الصمت وضبط النفس، بل ربما يكون ما تتعرض له من أذى أشبه بالفرص الاستثمارية للعمل على نفسك لغد مشرق؛ يجعل منك شمعة من الأدب والفكر النير والمعتقد الصحيح يضيء للآخرين الطريق، فإما أن تقتنص هذه الفرصة وإلا سوف يفوتك الكثير. تخبرك المواقف والأحداث ألا تكشف عن كتفك لتسلم، وتصنع من كل محنة منحة، ومن كل بلاء درجة لسلم يصل بك إلى مزيد من القيم والأخلاق والمبادئ، وثق تماماً أن أولئك الذين سَخَّرُوا طاقاتِهم لجلب التعاسة لك، لا يريدونك شريك نجاح ولا حتى أن تحقق طموحك، تكويهم ابتسامتك في مواجهة فتنتهم، وتكيفك مع كل زمان وأي مكان اختاروه لك، وما تواجهه من أصابع الاتهام والتشكيك بالتصريح تارة وبالتلميح أخرى، وتكرارها بلا كلل ولا ملل، لا تعدو كونها من صميم نفسهم الحانقة التي تعجب ما سبب احتقانها، هؤلاء المساكين قد ران الحسد على قلوبهم لتفردك وتميزك، وعشعش الوهم في عقولهم، وخيم سوء الظن على تفكيرهم، حتى دفعهم لأذيتك، ولكن اعلم يقينًا؛ أنه يذيبهم كمدًا أنك مقبول لدى الآخرين وهم منبوذون، وأنك مسالم وهم مُستعَدَون، حتى علاقاتك الطيبة لم ترق لهم حتى سعوا لتفكيكها ببث الشكوك في قلوب البعض، حتى تَأدلجت عقولهم الباطنية وأصبحوا يحذرونك، تبتعد طاردوك، تقترب هاجموك، تحتار ماذا تختار لتصرف عنك أذاهم ومفرداتهم التقزيمية لحربك نفسيًا.. لكن استمر في المسير على الطريق المتزن المستقيم، وعلى حبل النجاة الذي لطالما حاولوا هزه لتسقط، سيحاولون جرك لمستنقعهم لِتَزِّل فيما لا يليق، وتجريدك من كل جميل، فتجنبهم واستمر بالابتسامة، والتفاؤل، والحب، والبذل، والعطاء، واستثمار وقتك الثمين، فهي الغنيمة الباردة، يترصدون لك فَيُعَرُّون نفسهم، يستفزونك لينكشف مكامن حقدهم على فلتات ألسنتهم، يُنَظِّرون على الأخلاق وواقعهم يناقضه، يتجاهلون ماضيك الأبيض ويضعون المجهر على كبوتك، لا يقوون على مواجهتك لكن يجيدون الطعن في ظهرك بالتظلم لتشويهك بما لم تفعل، والتقول عليك بما لم تقل، لِيُبَرِرُوا ظلمهم، ويرفعوا ذكرهم، كل ذلك وأكثر ستواجهه ما بقوا ولم يتطهروا، لكن ثق تماماً أن هناك بصيص أمل، ووعداً مشرقاً ينتظرك، فاصبر وما صبرك إلا بالله.