تتمتع الخطط طويلة الأمد بعناصر مهمة أولها عظم الأهداف وجاذبيتها، سهولة وعقلانية الطرح بما يوحي بأن التطبيق والالتزام من أسهل ما يمكن أن تكون عليه الأمور، وبنفس الوقت عند سرد هذه الخطط فإن سرد أهدافها يقرب فكرة الوصول لها وكأن كل الأحداث والمعطيات ستكون ثابتة طوال مدة التطبيق إن كان 5 , 10 , 20 أو 30 سنة بالنسبة للخطط المالية وأشهر وبضع سنوات للخطط الأخرى مثل اللياقة، الرجيم والتجميل، وهذه إحدى أهم مهارات المدربين الشخصيين والمستشارين الأفراد في إيصال هذا الطابع السهل لأي من هذه الخطط وبما يسهل في المستقبل تعليق عدم الوصول إلى الأهداف بعدم التزام المستفيد النهائي بالخطة بتفاصيلها، يتكرر هذا المشهد دائما عندما أرى من يجتهد في بيع خطة لحمية غذائية عن بعد عبر برامج التواصل الاجتماعي أو مثلا من يقدم خدمات لياقة وبناء أجسام عبر مجموعات التواصل الاجتماعية الإلكترونية، وكذلك من ما مررت به برامج التدريب الجماعي التي تضع نظاما ادخاريا للأفراد والأسر لمجابهة احتياجات الحياة المتزايدة مع مضي الوقت أو الوصول إلى هدف نهائي لاقتناء سلعه أو تسديد التزام، كذلك من المشاهدات التي مررت بها دورة عبر الأون لاين للطريقة السليمة لاختيار البطاقة الائتمانية الملائمة لحياتك وطبيعتها وانتقالا إلى الاستشارات الفردية للمالية الخاصة أو المالية الأسرية، تفتقر هذه المنتجات المقدمة للآماد الطويلة إلى عنصر مهم وهو عنصر المتابعة والتحديث للمعطيات فكما ذكرت سابقا أن الخطط طويلة ومتوسطة المدى لا تسير بخط مستقيم يمثل رسم المسطرة وإنما تتغير المعطيات وتزداد الاحتياجات وتتشكل الظروف على طول مدة تطبيق هذه الخطط وتنفيذها وفي غالب الأحيان الرسوم المدفوعة لهذه الخدمات تعد رسوما غير مستردة وبالتالي الوصول للهدف والنتيجة ليست من غايات مقدم الخدمة في نهاية المطاف لعدم ارتباطها بما يعود عليه ولانخفاض قيمة المردود، إن كان: لياقة، نقصا للوزن، أموالا مدخرة أو اقتناء سلعة بعينها وغيرها. عزز ظهور هذه الخدمات ضعف المنتجات المقدمة من المؤسسات المرخصة خصوصا منتجات الادخار المالي والتأمين التكافلي أو التأمين على الحياة، إن ضعف معرفة المتلقين بمثل هذه المنتجات فتح المجال لعالم واسع من السمسرة والخطط الموضوعة وفق الطلب دون الاستناد على أساسيات التطبيق أو تحديث المتغيرات مما جعلها مثل كتب الحرية المالية المنتشرة في أغلبية المكتبات ذات الوعود الرنانة الجميلة. إن الإقبال المتزايد على مثل هذه الدورات أو الاستشارات الفردية للادخار والمالية للفرد والأسر واهتمام الرؤية عبر برامج تطوير القطاع المالي بالادخار يحتم على المؤسسات المالية ومؤسسات التأمين أن تطور من منتجاتها بما يتوافق مع متطلبات العملاء وتزيد من الجرعات التثقيفية بمثل هذه النوعية من المنتجات، من جلس سابقا مع أي من مستشاري المبيعات للبرامج الادخارية أو التأمينية التكافلية يعلم جيدا حجم الفجوة الموجودة بين احتياجات الأفراد والأسر وبين ما تقدمه هذه المنتجات وأيضا ستتضح صورة الإقبال الكبير على الاستشارات ذات الطابع الفردي غير المؤسسي.