نتفق بأن المجتمع قابل لاستقبال كل شيء مثير، لأن الطبيعة البشرية تواقة إلى التغيير والتجديد لاسيما المثير منها ويستأنس بها، كحب المغامرة والاستكشاف في الدرجة الأولى وثم الكلمات والعبارات المتداول بين الناس بشيء من"الظرافة". ومؤخرا لفتت عبارة "يمشي كدا كدا" الأنظار إليها وهي كلمات أطلقها محبو نادي الاتحاد السعودي في مدرجهم أثناء ممارستهم التشجيع لفريقهم الذي يخوض غمار منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي حتى غدت ظاهرة في ثقافة التشجيع على المدرجات في مختلف الملاعب، ثم اكتسحت هذه العبارة أو"اللزمة" لتشمل المجالس العامة وسارت في المجتمع بين الناس لتتحول إلى ما يسمى فنيا "أفيهات" داخل الشارع السعودي، وبخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل أشعلت الفيديوهات بين المشاهدين على منصات التواصل بطرق مختلفة وحركات إيمائية تدل على"المشي" قدما. المثير أيضاً انتقلت "اللزمة" يمشي كدا كدا إلى خارج الأسوار المحيطة للملعب وتعدت المنطقة والبلد لتصل إلى كتاب ونقاد رياضيين أوروبيين قاموا بتداولها وكتابتها في الصفحة الرئيسة لنادي "برشلونة". وعوداً إلى ظاهرة "اللزمات" تعريفا، هي كلمات سهلة الترديد ذات نسق موسيقي لحالة فنية تطلق في ظرف خاص لتعبر عن وضع ما بطريقة بسيطة، وذلك لزيادة التأثير بشكل أو بآخر على اللاعبين بالحماس وعلى الجمهور والمتابعين بالتفاعل وربما تتضمن صورة كوميدية لتجد القبول أكثر، وهذه الظاهرة ليست جديدة بل موجودة منذ القدم في عالم الفن عموما سواء في مدرجات الملاعب على شكل "أهازيج" أو في اطار السينما أو الدراما التمثيلية في المسلسلات وحتى في الغناء، لكن أبرزتها ونشرتها منصات التواصل الاجتماعي وأسهمت في ترويجها بشكل كبير جداً. ومن قوة تأثير خاصية "اللزمة" في حياتنا فإنها تبقى زمنا طويلا ويستمر في ترديدها سنوات عديدة ولا تنسى وبخاصة إذا تضمنت معايير صفاتها الجمالية وقبلها الشارع. وسبق لهذا المدرج الاتحادي أن أصدر"أهزوجة" تشجيعية لفريقها مماثلة للأهزوجة الحالية أيضا، وأخذت هي الأخرى بعدا كبيرا في الانتشار من خلال كلمة "يا كلك" كناية عن لقب فريقها "النمر" صاحب القمصان المقلمة.