كونكِ امرأة، عليك أن تعلمي أنك جنة على الأرض، أنكِ الحياة، أنك سحابة الغيث لأرض قاحلة، متى ما أردتِ فعل أي شيء ستصلين إليه. المستحيل كلمة لا تجدها في قواميس النساء، بل تذخر قواميسهن بالأمل والتفاؤل، فقد أبرزت الأزمات المتتالية في السنوات الأخيرة كيف قامت المرأة بدور قيادي أكثر أهمية منه في أي وقت مضى، وإن تأملت وأمعنت النظر جيدًا، ستدرك أن معاناة المرأة في العالم هي جزء من معاناة مجتمعات بأسرها، فما الرجل والمرأة إلا صورتان لموضع واحد وهو الإنسان. كونكِ امرأة عليك أن تكونى الداعم الأول لكل سيدات العالم، صوتك هو صوت النساء أجمع، لذا عليكِ أن تقومي بتشجيع كل امرأة في أي مجال كان، المرأة هي كائن حي يُناضل من أجل تحقيق كافة الغايات. في ظل السنوات الماضية صدرت قرارات واتخذت إجراءات على طريق تمكين المرأة تعبيرًا عن ثقة القيادة السعودية في قدراتها لتولي المزيد من المهام، بخطى واثقة وبوتيرة متسارعة انطلقت مرحلة تمكين غير مسبوقة للمرأة السعودية في ظل مكاسب تاريخية حصلت عليها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أجزل الله لهما الأجر وبارك فيهما ومنحهما تمام الصحة والعافية-. المرأة صنو الرجل وشريكته في بناء الحاضر والمستقبل، فإن دورها في الحياة والعمل لا يقل أبدًا عن أهمية دور الرجل بجانب التمسك بالموروثات والأصالة والعروبة والمبادئ الدينية الراسخة، استطاعت المرأة إضافة قيمة إضافية للمجتمعات وفي مختلف القطاعات، فهي قادرة على أن تكون عضوًا فعالًا في مختلف ميادين العمل، وقد أثبتت قدرتها بالفعل سواء في عملها أو التوفيق بين بيتها وعملها. تُشكل قضايا المرأة في العالم محورًا استراتيجيًا وحقوقيًا متعدد الاهتمامات والأطروحات، يُنظر لقضيتها بعين التوجس والأيديولوجيات التي تعتمدها شتى المجتمعات لتعكس سلوكيات الدول وشعوبها في جوانب الحياة المختلفة، قضية المرأة هي أساس وركيزة بدرجة أولى تطرقت إليها الأحكام الدولية والمجتمعية. في سبيل انتعاش مستدام لصالح المرأة، تواجه المرأة تحديات هائلة لتتمكن من حقوقها واندماجها الكامل في المجتمع، وتحقيق الطموحات التي تسعى المرأة السعودية لتحقيقها في ظل القوانين والثقافة المجتمعية السائدة فضلًا عن المستجدات العالمية. تمسكت المرأة بحقوقها الأساسية وانتزعت مكانتها المهمة في تقدم المجتمع والعمل على ازدهاره الفكري والاقتصادي لتُسجل تطلعاتها وتضع بصمتها وتثبت وجودها. لقد صان الإسلام حقوق المرأة وحفظها لها لتضمن كرامة حياتها. ومن صور تكريم الإسلام للمرأة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكن عوان)، فقد منحها الإسلام القيمة بإقرار حقوقها الإنسانية ورفع مكانتها بين الأمم، إيمانًا بدور المرأة التي تُنشئ جيًلا طموحًا فهي المربية الأولى للمجتمعات وفق تعاليم الإسلام. لا يقتصر دور المرأة في تولي المناصب المهنية في المجتمع، بل تحتل دورًا أهم في بناء الأجيال والنهوض بالشباب من خلال المساهمة في تربية الأبناء، والعمل على تنشئة جيل كامل متمسك بأصالته وعروبته وبداوته، متأصلًا بدينه الإسلامي وجعله نهجًا صالحًا لكل زمان ومكان، المرأة المسؤولة عن ترسيخ مفاهيم الدين والعادات والتقاليد في أبنائها. قبل كل شيء ومنذ العصر الإسلامي كانت المرأة قضية لا يُستهان بها، بل هناك قواعد إلزامية من أجل تكريم المرأة، شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة بالقوارير، وقال «رفقًا بالقوارير»، وهذا الوصف تحديدًا يوجب الحفاظ عليها وصيانتها من الانكسار، فالمرأة عاطفية جدًا تتأثر بأبسط الكلمات، لذا وصى الرسول الكريم بالحفاظ عليها وعلى كرامتها.