قال الكرملين الخميس: إن روسيا تبذل جهدا جبارا في المحادثات بشأن اتفاق سلام محتمل مع أوكرانيا يمكن أن يوقف بسرعة العملية العسكرية الروسية هناك. وذكر دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "وفدنا يبذل جهودا جبارة ويظهر استعدادا أكبر من الجانب الآخر. "الموافقة على مثل هذه الوثيقة والالتزام بجميع عناصرها وتنفيذها يمكن أن يوقف ما يحدث بسرعة كبيرة". وردا على سؤال حول تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز بأن أوكرانياوروسيا أحرزتا تقدما كبيرا في خطة سلام مؤقتة قال بيسكوف "هذا ليس صحيحا، هناك عناصر صحيحة ولكنه (التقرير) بشكل عام غير صحيح". وأضاف أن الكرملين سيعلن عن تحقيق تقدم عندما تكون هناك حاجة لذلك. وقال بيسكوف: إن مزاعم الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الرئيس فلاديمير بوتين مجرم حرب غير مقبولة وإن الولاياتالمتحدة ليس لها الحق في وعظ روسيا بعد مشاركتها في الكثير من الصراعات. من جهتها كشفت دول غربية الخميس أن القوات الروسية تقصف مدنا أوكرانية وتقتل مدنيين، غير أنها لم تعد تحقق تقدما على الأرض، مع دخول الحرب التي كان متوقعا أن تكسبها موسكو في غضون أيام أسبوعها الرابع. وقال مسؤولون محليون: إن رجال الإنقاذ في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية يبحثون بين أنقاض مسرح كان يحتمي به نساء وأطفال، بعدما قصفته القوات الروسية أمس. وقال بيترو أندروشينكو مستشار بلدية المدينة لرويترز عبر الهاتف "صمد ملجأ الحماية من القنابل، يجري حاليا رفع الحطام، يوجد ناجون، لا نعرف (أعداد) الضحايا حتى الآن". ونفت روسيا قصف المسرح، الذي أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية تجارية أن كلمة "أطفال" كُتبت أمامه قبل قصفه. وتكبدت ماريوبول أسوأ التداعيات الإنسانية للحرب، حيث حوصر مئات الآلاف المدنيين في أقبية المباني دون طعام أو مياه أو كهرباء منذ أسابيع. وبدأت القوات الروسية السماح للبعض بالمغادرة في سيارات خاصة هذا الأسبوع، غير أنها تمنع قوافل المساعدات من الوصول إلى المدينة. وقال فياتشيسلاف تشاوس حاكم مدينة تشيرنيهيف بشمال البلاد، والتي تعرضت لقصف مكثف، إن 53 مدنيا قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسن التحقق من العدد من مصدر مستقل. وفي العاصمة كييف، تعرض مبنى في حي دارنيتسكي لأضرار جسيمة بسبب ما قالت السلطات إنه حطام صاروخ تم إسقاطه في الساعات الأولى من الصباح. ورغم تلميح الجانبين إلى تقدم محدود في محادثات السلام، لم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أمر بالغزو في 24 من فبراير، أي مؤشر على التراجع. وفي خطاب حاد اللهجة، ندد بوتين "بالخونة والحثالة" في الداخل الذين ساعدوا الغرب، وقال إن الشعب الروسي سيبصق عليهم مثل البعوض. وقال دميتري ميدفيديف، نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، إن الولاياتالمتحدة أججت رهاب روسيا "المثير للاشمئزاز" في محاولة لإجبار موسكو على الركوع. وأضاف "لن تنجح (المؤامرة) روسيا لديها القوة لوقف كل أعدائنا عند حدهم". وتعتقد كييف وحلفاؤها الغربيون أن روسيا بدأت الحرب غير المبررة لإخضاع جارتها التي يصفها بوتين بأنها دولة مصطنعة اقتطعت من روسيا. وتقول موسكو إنها تنفذ "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من النازيين. ورغم الفارق الكبير في العدد لصالح القوات الروسية، فقد منعتها القوات الأوكرانية من السيطرة على أي من المدن الكبرى حتى الآن برغم أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وفر أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني حتى الآن كما لقي آلاف المدنيين والمقاتلين حتفهم. واستشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجدار برلين ومحرقة النازي (الهولوكوست) في خطاب عبر رابط فيديو أمام البرلمان الألماني بعد يوم من خطاب مماثل وجهه للكونجرس الأمريكي. وهاجمت روسياأوكرانيا من أربعة اتجاهات وأرسلت طابورين كبيرين باتجاه كييف من جهة الشمال الغربي ومن جهة الشمال الشرقي وتتقدم من ناحية الشرق بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وانتشرت في الجنوب من شبه جزيرة القرم. لكن المخابرات العسكرية البريطانية قالت في تحديث لها اليوم الخميس إن الغزو "توقف إلى حد كبير على جميع الجبهات" وإن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة جراء المقاومة الأوكرانية الشرسة والمنسقة بشكل جيد. وتحولت ضواحي كييف الشمالية الشرقية والشمالية الغربية إلى أنقاض بسبب القتال الضاري، لكن العاصمة نفسها صمدت بقوة وتعيش تحت حظر تجول كما تتعرض لهجمات صاروخية ليلية دامية. ورغم استمرار القتال بلا هوادة، تحدث الجانبان عن إحراز تقدم في المحادثات. وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يعتقدون أن روسيا لا تملك ما يكفي من القوات لمواصلة القتال ويمكن أن تتقبل قريبا إخفاقها في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية. وقالت موسكو إنها على وشك الاتفاق على صيغة تحافظ على حياد أوكرانيا وهو أحد مطالبها منذ فترة طويلة. وذكرت موسكو أن محادثات السلام استؤنفت اليوم الخميس عبر رابط فيديو لليوم الرابع على التوالي لبحث قضايا عسكرية وسياسية وإنسانية.