تُعد العلامة التجارية من أهم الأصول التي تملكها أي شركة من الشركات أو منشأة من المنشآت، وقد تصبح تلك العلامة أهم تلك الأصول بل إن بعض العلامات التجارية الشهيرة تفوق قيمتها أصول شركات مجتمعة ، وهي بمثابة الهوية، والاستثمار فيها يزيد احتمالية النجاح في المستقبل حتى مع عدم وضوح عائد هذا الاستثمار على المدى القصير، فالاستثمار فيها دائماً ما يرتبط بثقة المستثمرين وبالنجاح طويل المدى، وهي تُعد مثل الكائن الحي الذي يولد مع المنتج من بطن المصنع ويبدأ بالنمو الطبيعي، ويشترط لحماية العلامة التجارية من جريمة التقليد أن تكون مسجلة ليكون لها أثر قانوني يحميها. ويترتب وينتج عن عدم حماية العلامة التجارية انتشار البضائع المقلدة وشيوعها مما يتسبب في أضرار عديدة وخسائر كبيرة، ولا شك أن بناء العلامة التجارية القوية شيء في منتهى الأهمية بالنسبة لأصحاب الأعمال التجارية في الوقت الحاضر لما تعود عليهم من منافع عديدة، وفي الواقع فإن بعض العلامات التجارية قد تكتسب قيماً عالية بل قد تكون خيالية، وقيمة العلامة التجارية على وجه التحديد تختلف عن بقية الموجودات غير الملموسة حيث أوضحت الدراسات أن الشركات التي تملك علامات تجارية عالية القيمة تمتلك مميزات لا تملكها الشركات الأخرى. ولكي تحافظ العلامة التجارية على مكانتها وتستطيع المنافسة لابد أن تُبنى بشكل صحيح ومن ثم حمايتها وصيانتها والمحافظة عليها، وبالرغم من أهمية وفائدة وجدوى الاستثمار في العلامات التجارية إلا أن ذلك يصطدم بعدم القناعة التامة بتحقيق عائد أو ريع على الاستثمار في العلامة التجارية، فالبعض يعتقد أن تسجيل شركة ما باسم تجاري في السجل التجاري يعني حماية ذلك الاسم بطريقة تلقائية كعلامة تجارية أيضاً وهذا اعتقاد غير صائب؛ فالعلامة التجارية والاسم التجاري مصطلحان قد يبدوان للوهلة الأولى أنهما نفس الشيء، ولكن القانون يميز تمييزاً واضحاً بين المصطلحات، ومن المهم فهم الفرق بين الأسماء التجارية والعلامات التجارية، فالاسم التجاري يدل على الصفة القانونية للشركة، وهو الذي يتم تداوله لأغراض تجارية على اختلاف أنواعها، ويتم تسجيله قانونياً ويستخدم في العقود وغيرها من التعاملات، أما العلامة التجارية فهي الإشارة أو الدلالة التي تميز منتج ما وانفراده عن المنتجات الأخرى، وعادة يأخذ شكلاً مميزاً لتمييز سلع أو خدمات منشأة من المنشآت المتنوعة أو للدلالة على تأدية خدمة من الخدمات المختلفة.