سجلت أوبك وحلفاؤها "أوبك+" أعلى زيادة شهرية في إنتاج النفط الخام في فبراير منذ يوليو 2021، لكن الأعضاء التسعة عشر الذين لديهم حصص لا يزالون يتراجعون بمقدار 764 ألف برميل في اليوم عن أهدافهم الجماعية، وفقًا لآخر مسح من "اس آند بي جلوبال". ووجد المسح أن 13 دولة في أوبك زادت الإنتاج بمقدار 480 ألف برميل في اليوم من يناير، حيث ضخت 28.67 مليون برميل في اليوم من النفط الخام، بينما أنتج شركاؤهم التسعة من خارج أوبك، بقيادة روسيا، 14.07 مليون برميل في اليوم، بزيادة 80 ألف برميل في اليوم، مع تعافي العديد من الأعضاء من الاضطرابات والمشكلات الفنية، ليبلغ إجمالي إنتاج أوبك+ 42,74 مليون برميل يومياً. وجاء أكثر من ثلث إجمالي مكاسب أوبك+ البالغة 560 ألف برميل في اليوم من الأعضاء الثلاثة المعفيين من الحصص بموجب الصفقة، إيران وليبيا وفنزويلا. وإجمالاً، لم يقم 14 عضوًا بإنتاج أهدافهم، مما يشير إلى الطاقة الفائضة المتضائلة للمجموعة. نتيجة لذلك، ارتفع معدل الامتثال لأوبك+ في فبراير إلى 125.9 ٪، وهو أعلى مستوى منذ أن شرعت المجموعة في التخفيضات التي يسببها الوباء في مايو 2020، وفقًا لحسابات ستاندرد آند بورز غلوبال. وارتفعت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوياتها في 14 عامًا في الأيام الأخيرة، مع فرض بعض الدول حظرًا على واردات النفط الروسية وفرض العديد من الشركات قيودًا على تداول البراميل الروسية خوفًا من المسؤولية المالية. ووجد المسح أن المملكة العربية السعودية برزت كأكبر منتج للمجموعة في فبراير، متجاوزة روسيا لأول مرة منذ أبريل 2020. وضخت المملكة 10.25 ملايين برميل في اليوم، أي أعلى بقليل من حصتها البالغة 10.227 ملايين برميل في اليوم. وشهدت الصادرات ارتفاعاً حاداً الشهر الماضي مدعومة بالطلب العالمي القوي على خامها المتوسط الكبريت. وتمتلك المملكة العربية السعودية غالبية الطاقة الاحتياطية في العالم، وإذا استمرت الاضطرابات الروسية أو ساءت، فقد يتم حث المملكة على الاستفادة من هذه البراميل، وأقر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، بأن العالم قد دخل في "أزمة أمن الطاقة"، وقال: إن المملكة تعمل على جلب المزيد من الطاقة الإنتاجية المستدامة على المدى الطويل. وارتفع الإنتاج الروسي 30 ألف برميل في اليوم إلى 10.11 ملايين برميل في اليوم الشهر الماضي، أي أقل من حصته البالغة 10.227 ملايين برميل في اليوم. لكن الطلب على الخام الروسي انخفض بشكل كبير بسبب العقوبات المالية الغربية، حيث تواجه المصافي صعوبات كبيرة في تأمين الشحن وخطابات الاعتماد والناقلات لتحميل هذا النفط، حيث أن العديد من شركات النفط ومصافي التكرير ترفض الآن التعامل مع روسيا. ومن بين الرابحين المهمين الآخرين أنغولا، التي عززت إنتاجها إلى 1.18 مليون برميل في اليوم، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2020، وفقًا للمسح. كما أضافت دول الخليج، الإمارات والكويت، المزيد من البراميل، تماشياً مع مخصصاتهما في فبراير، منتجين 2.95 مليون برميل يومياً و2.60 مليون برميل يومياً، على التوالي، وفقاً للمسح. ووجد المسح أن العراق أبقى إنتاجه مستقراً في فبراير عند 4.26 ملايين برميل يومياً. وشهدت الصادرات من موانئ النفط الجنوبية ارتفاعاً حاداً مع تراجع مخزونات البلاد لكن الصيانة في حقل غرب القرنة 2 الرئيس إلى جانب الاحتجاجات في حقل الناصرية النفطي أوقفت إنتاجها. وأضاف الأعضاء الثلاثة المستثنون من الحصص إجماليًا تراكميًا قدره 220 ألف برميل في اليوم إلى سوق النفط الشهر الماضي. وتعافى إنتاج النفط الخام الليبي إلى 1.12 مليون برميل في اليوم الشهر الماضي، بزيادة 130 ألف برميل في اليوم بعد أن عانى من سلسلة من الحصار وبعض أعمال الصيانة في البنية التحتية النفطية الرئيسة. والنفط الليبي معرض بشكل كبير للاضطرابات حيث تصاعدت الانقسامات السياسية في البلاد مما أدى إلى تأجيل الانتخابات. وانتعش إنتاج النفط الخام الفنزويلي إلى 680 ألف برميل في اليوم في فبراير حيث تلقى المخفف الذي تشتد الحاجة إليه من إيران الحليفة. وتعتمد الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية بشكل كبير على واردات مكثفات بارس الجنوبية الإيرانية، والتي تستخدمها لخلط خامها الثقيل للغاية. بينما شهدت إيران، المستثناة أيضًا من الحصة أثناء خضوعها للعقوبات الأميركية، ارتفاع إنتاجها إلى 2.56 مليون برميل في اليوم، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وفقًا للمسح. جاء ذلك في الوقت الذي تقترب فيه إيران والغرب من إبرام اتفاق نووي يمكن أن يطلق في النهاية نحو 1.5 مليون برميل في اليوم من النفط الخام والمكثفات الإيرانية. وبحسب المسح، كان أعلى ارتفاع قبل العقوبات على إيران هو 3.83 ملايين برميل في اليوم في النصف الأول من عام 2018.