يبدو أن اسم المملكة سيرتبط باستضافة الأحداث الكروية الكبرى خلال المرحلة المقبلة، لا أقصد مباريات عالمية مثل السوبر الإيطالي والإسباني على سبيل المثال، ولا حتى بطولة السوبر كلاسيكو للمنتخبات، التي سبق لملاعبنا استضافة أكثر من نسخة لها، إنما أعني البطولات الكبرى بنظام التجمع، مثل كأس العالم للمنتخبات والأندية، وكأس أمم آسيا للمنتخبات، وغيرها من البطولات التي لم يسبق لنا تنظيمها. مؤشرات ذلك كثيرة، عدد منها برز خلال أسبوع واحد فقط، وكان آخرها وأهمها اللقاء الذي جمع سمو ولي العهد - حفظه الله - مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في الرياض، واهتمام سموه الكبير بالرياضة وإشرافه شخصيًا على عدد من الملفات حولها إلى صناعة، وفتح بذلك آفاق الوصول إلى قمة عالمية، حتى أن الطموحات اختلفت وبلغت "عنان السماء". وساهم الدعم الحكومي الكبير للرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الخصوص في كسب ثقة المسؤولين سواءً في FIFA أو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولا يمكن إغفال الدور الكبير لوزارة الرياضة واتحاد القدم، كونهما ترجما هذا الدعم في أرض الواقع واستغلوه خير استغلال. وباتت الملفات التي نتقدم بها لاستضافة أي حدث كروي محل ثقة المسؤولين، ولعل استضافة الملاعب السعودية لدور المجموعات من مباريات غرب آسيا في دوري أبطال آسيا أبلغ دليل على ذلك، فالمجموعات الخمس ستلعب في ضيافة السعودية، وبالتحديد في الرياض والدمام وجدة والقصيم، حتى إن إحدى المجموعات سنستضيفها رغم عدم وجود أي فريق سعودي! ثقة الاتحاد القاري تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن المملكة قادرة على احتضان وتنظيم حدث بهذا الحجم، لا أتحدث عن أهمية البطولة فقط في القارة الصفراء، إنما أقصد أيضًا قدرة المدن والملاعب السعودية على استضافة 20 فريقا في أربع مدن خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع، وهذا دليل على أن لدينا الإمكانيات والمنشآت والبنى التحتية والطاقات البشرية المؤهلة لإنجاح أكبر الأحداث، وبإمكان استضافة أحداث مماثلة في المستقبل، خصوصًا وأنه تنتظرنا مشاريع رياضية ضخمة، من بينها إنشاء ملاعب عالمية جديدة. الحراك والنجاحات الكبيرة كرويًا تسجل لاتحاد القدم أيضًا برئاسة ياسر المسحل، ولا يمكن إلغاء دوره فيها في ظل الدعم الحكومي الكبير، وتُضاف إلى سلسلة نجاحاته السابقة التي لا يُمكن حجبها على صعيد المنتخبات والأندية، حتى وإن حاول البعض تهميشها أو نسفها بمجرد خطأ تحكيمي، أو قرار غير صحيح لإحدى اللجان، ونطمح أن يستمر عطاء هذا الاتحاد الذي اعتبره شخصيًا أنجح اتحاد منتخب في تاريخ الكرة السعودية، والفرصة متاحة للعاملين فيه لكتابة أسمائهم في تاريخ رياضتنا من خلال العمل والإنجازات واستغلال اهتمام القيادة بملف كرة القدم.