دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أوكرانيا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار حول مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا الأوكرانيتين. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية، السبت، عن لافروف قوله: "نعول على تنفيذ هذا الاتفاق بشكل واضح وقد قام جيشنا بمهمته في هذا الشأن". وأضاف أن "الشيء الأهم هو أن يخرج الناس من المدن والقرى عبر الممرات الإنسانية". وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت تعرض الممر الإنساني المتفق عليه للقصف، مشيرة إلى أنه تم إطلاق أعيرة نارية من مدينة ماريوبول الساحلية في منطقة دونيتسك بجنوب شرق أوكرانيا، على مواقع تابعة للقوات الروسية. وأضافت الوزارة بأن أحد المباني السكنية تعرض للتفجير قبل ظهر السبت، ورجحت أن ما يصل إلى 200 شخص كانوا يقيمون داخله. ولم يتسن التحقق من المعلومات التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية من مصدر مستقل. وفي المقابل، أفاد الجانب الأوكراني بتأجيل عملية إجلاء السكان من ماريوبول مبدئيا لأسباب أمنية، حيث أشار إلى أن الجانب الروسي لم يلتزم بوقف إطلاق النار. من ناحيته، أبدى الاتحاد الأوروبي بعض التفاؤل بشأن انضمام أوكرانيا إلى التكتل بعد فترة لكن الدول ال27 الأعضاء فيه لم تتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الموعد النهائي لهذه العملية ولا حول منهج للإجراءات المعقدة بطبيعتها. وقال ماروس سيفكوفيتش نائب رئيسة المفوضية الأوروبية الجمعة: "نريد أوكرانيا في الداخل (الاتحاد الأوروبي) في أقرب وقت ممكن". وأضاف، "من المهم طمأنة الأوكرانيين، نراهم في المستقبل داخل الاتحاد الأوروبي، حول الطاولة الأوروبية". وأردف "لكن قبل ذلك يجب أن نركز على الأمر الأهم وهو مساعدة أوكرانيا في قتالها ضد العدو وتقديم كل مساعدة ممكنة لها". وكان قد طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل فيديو ظهر فيه ببزة عسكرية ووراءه علم بلده بانضمام بلده إلى الاتحاد الأوروبي "بلا تأخير". وقال زيلينسكي: "نكافح لنصبح عضوا كامل العضوية في أوروبا، وأعتقد أننا نظهر للعالم بأسره أننا نستحق ذلك". وأضاف، "لذلك عليكم أن تثبتوا أنكم معنا وأنكم لا تتخلون عنا وأنكم أوروبيون فعلا". ورد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قائلا "سنتحمل مسؤولياتنا". لكن لا وجود لإجراءات انضمام سريعة إلى الاتحاد، فهذه الخطوة تتطلب تقريب تشريعات البلد المرشح من القانون الأوروبي في عملية طويلة إلى جانب مناقشات حول سلسلة من القضايا الأخرى. سنوات استغرقت المفاوضات لانضمام رومانيا عشر سنوات ولانضمام بلغاريا 11 سنة بعد تقديم كل منهما طلب الانضمام في 1995. ولم تتجاوز ألبانيا التي قدمت ترشحها منذ 2009 وتركيا المرشحة منذ 1987 العقبات بعد. من جهة أخرى، تبدو أوكرانيا غير قادرة على احترام معايير الاتحاد الأوروبي الأساسية مثل الاستقرار السياسي واقتصاد السوق الفعال. وقال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون: إن انضمام أوكرانيا هو "إشارة وأمر محتمل سيستغرق على أي حال سنوات عدة"، وأضاف "لم نصل بعد إلى نهاية هذا النقاش، قال الجميع إنه يتعين علينا النظر في خيارات متنوعة، هناك فروق دقيقة في الحساسيات والعبارات". مع ذلك يتم قبول انضمام أي دولة بالإجماع. ومنذ خطاب زيلينسكي قدمت جورجيا التي واجهت تدخلا عسكريا روسيا في 2008 ترشيحها الخميس، وانضمت إليها مولدافيا بعد بضع ساعات. ليس على جدول الأعمال أعلنت دانيالا جيتمان مساعدة وزير الخارجية الروماني أن بوخارست "ستكون صوتا قويا وواضحا" لمصلحة اندماج أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا "في أسرع وقت ممكن". من جهته، صرح غاسبر دوفزان سكرتير الدولة في وزارة الخارجية السلوفينية "يجب أن نعطي الأمل للأوكرانيين حتى يعرفوا لماذا يقاتلون". ودعت ثماني دول هي تشيكيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبلغاريا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا في رسالة مفتوحة، إلى فتح مناقشات حول انضمام أوكرانيا. وقال مصدر دبلوماسي إن أربع دول أخرى تدعم أوكرانيا بينها السويد والمجر وكرواتيا. لكن ثلث الدول الأعضاء - بما فيها بلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا - تبدو أكثر تحفظا وتخشى خصوصا أن يؤدي التوسع الكبير في الاتحاد الأوروبي إلى تراجع فاعليته. وقال سكرتير الدولة الإيطالي للشؤون الأوروبية فينتشنزو أمندولا إن ترشيح أوكرانيا "ليس على جدول الأعمال اليوم" وما هو مطروح هو "الدفاع عن الشعب الأوكراني من العدوان الروسي". وتساءل المصدر الدبلوماسي "لا يمكن قبول انضمام دولة عندما تكون في حالة حرب. إذا أصبح لدينا جنرال روسي في كييف خلال 15 يوما فماذا سنفعل؟". لكن هناك العديد من الخيارات الأخرى بما في ذلك "اتفاق شراكة معززة" بينما أبرمت أوكرانيا اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في عام 2014، على حد قول المصدر. وهذه الأسئلة ستطرح خلال قمة رؤساء دول أو حكومات الاتحاد المقرر عقدها في 10 و11 مارس في فرساي بالقرب من باريس. بدوره، يجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ مجددا غداً الاثنين للبحث في الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، بناءً على طلب الولاياتالمتحدةوألبانيا، حسبما قالت مصادر دبلوماسية الجمعة. وتَلي هذه الجلسة العامة الاثنين، مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن ال15 بناء على طلب المكسيكوفرنسا لمناقشة مشروع قرار محتمل، حسبما قال دبلوماسي طالبا عدم كشف اسمه. تم اقتراح هذه المشاورات من جانب المكسيكوفرنسا اللتين تقفان وراء مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق وإلى توفير حماية للمدنيين. لكن دبلوماسيا آخر طلب أيضا عدم كشف اسمه إن مشروع القرار هذا واجه عقبات، خصوصا من جانب الولاياتالمتحدة التي حذرت من أنها لن تدعم مشروعا كهذا ما لم ينص صراحة على أن روسيا هي من تسببت في الأزمة الإنسانية. وقالت مصادر دبلوماسية عدة إن فرنسا قررت في ضوء الانتقادات الأميركية وكذلك الأوروبية، ألا تدفع باتجاه إجراء تصويت على النص بالسرعة نفسها التي كانت تطالب بها سابقا. وأي مشروع قرار ينتقد موسكو بالاسم محكوم بالفشل لأن روسيا تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.