جدة..

لعينيْكِ يتلُو الصبحُ سِفرَ القصائدِ
يُموسقُ فيكِ الشِّعرَ من كلِّ شاهدِ
فقُومي نناجِ البحرَ والدُّرَّ والنَّدَى
وغنِّي لهذا الشطِّ أحلى الفرائدِ
عُيُونَ المَها.. مازلتِ للشِّعرِ منهلاً
وللسحْرِ مَغنًى.. والهوى غيرُ جاحدِ
تناهى إليكِ الموجُ فانزاحَ كِبرُهُ
وطَوَّقَ منكِ الجيدَ بِيْضَ القلائدِ
وأرخى عليكِ الليلُ ثوبًا مِنَ السَّنا
مِنَ الدرِّ والياقوتِ.. من كلِّ خالدِ
تداعتْ لكِ الأرواحُ -ظمْأَى- وأقبلتْ
تزفُّ إليكِ الشوقَ في ثوبِ ناهدِ
أيا قبلةَ الأحلامِ ما انفكَّ شاعرٌ
يرتلُ فيكِ البوحَ ترتيلَ عابدِ
يُدوزنُ فيكِ الحرفَ شدوًا على المدَى
وتَمضينَ وشمًا خالدًا فوقَ ساعدي
هنا الشطُّ ألوانٌ مِنَ السِّحرِ غردتْ
نوارسُها -تِيهًا- لفيضِ المَشاهدِ
ومن عبقِ التاريخِ تأتينَ.. والرُّؤى
بأحلامِنا طارتْ مع كلِّ صاعدِ
لكِ البحُرُ أحلامٌ.. لكِ البَرُّ مرسمٌ
لكِ الليلُ أسرارٌ تبدَّتْ لراصدِ
لكِ الكوكبُ الدريُّ والبدرُ والهَوى
لكِ الحُسنُ يَمضي سوقُهُ غيرَ كاسدِ
لكِ الأمسُ أسفارٌ مِنَ المجدِ تزدهي
لكِ السبْقُ يا (أمَّ الرخا والشدائدِ)
إذا ما تحرَّى الصبُّ أحلامَهُ التي
تناءتْ.. تبدَّتْ فيكِ من كلِّ رافدِ
وكم أورقتْ فيكِ الأمانيْ.. ظلالُها
تمطَّتْ إلى أرواحنِا والأباعدِ!
أَبَوَّابَةَ البيتَينِ.. ما الشِّعرُ قائلٌ
وقد لاحَ في عينيهِ كَمُّ الشواهدِ؟
تباهتْ بكِ الأيامُ.. جرَّتْ ذيولَها
نُعيذُكِ يا حسناءُ من شَرِّ حاسدِ..
محسن علي السُّهيمي