وتجرَحُ.. يا شعرُ.. في الفجر ماءً وزهْرا.. ليلُ.. ها ترفُلُ الأنْداءُ في غيِّها وهذى السَّواحر ترفُلُ في التِيِّه سحراً فسِحرْا.. تجرحُ الأمْسَ.. ياورْدُ.. لا الأمُس أبكى الزّمانَ.. ولا الورْدُ عن مرمرِ الجيد غَرَّا.. وإذا طافَ بي رفُّ هذِي الشِّفاه بكى الليَّلُ.. يختالُ فيه النَّهارُ يُغشيِّه عِطْراً وسِتراَ إنْ تكنْ بي القوافي النَّدياتُ.. ما أصطفي؟؟ فيجرحُ فيها النَّدى طفلةَ الخدِّ بدْرا.. ما القوافي على مرمرٍ من ليالٍ... تَجَرَّحُ فيها المواويلُ.. ما الدَّالياتُ تجرَّحْنَ.. ما الآسُ عِطْراً فعطرا.. تَرِفٌ.. تَشِفُّ راعِفَ الأكمامِ فَاتِنَ اللفَّتة.. إلاَّكَ تيهاً ونُكْرا.. يا جديباً من التفاتاتِ قلبي ومن طَفراتِ النَّدىَ بين جفني وجَفْنِكَ.. تسهو.. وليلُ جفنِكَ أحْرى.. إنْ يكنْ بكَ ما هو أشهى من الزَّنْبق الورْدِ أوَحِشْ بكَرْمَةِ بَدْرٍ مُعَتَّقَةٍ في البراري نشيجاً وهجْرا.. أو يكُنْ بكَ ما هو صافٍ «كما» جِيْدكَ الريَّانَ.. آليتُ لا أصْطفى اشتعالات تيهٍ ويا جيدُ أمْرا.. دانِ.. أدْنى من الجيد للشَّفةِ الريَّا..، وأدْنِى من البُكا.. الذَّاوياتُ ذَويْنَ.. ولي فتنةُ الطَّلِّ جهرا.. يا غريباً تقول لك الشَّطآنُ «هيَّا» ولا شَطَّ يا جارحاً قوافيهِ.. يا عاذلاً أماسيه.. إمَّا جَهْرتَ وإمَّا أَسَّرا.. إنَّما الشَّعرُ خَفْقةُ النَّدى.. عَسْجدياتٌ فواتحهُ أو رَُّف جَفْنٍ.. تناءيتَ في التجريح.. ياناعِساً ما أمرَّا.. قال لي.. لم تسجُو على فَنَن أيبسَتْهُ السَّواجي وأنْتَ مَنْ جَرَّحَتْهُ عشايا الغَيْم.. تختَالُ نهراَ فَنَهْرا.. * نصَّان شعّريان كتبتُهما منذ فترة..، هذا الأول وسأتبعه بالحديث عن تحولات المعنى مع وصلة بالمقالات التي سلفت.، ثم بعد ذلك النص الآخر مع إتباعه بالحديث عن تحولات المعنى فيه وكيف ينفك ما هو مُخَيّل عمَّا هوُ نثري أو إجرائي..