مع تصاعد التوتر بشأن أزمة أوكرانياوروسيا التي تنذر بحرب وشيكة، هوى مؤشر السوق السعودي بالأمس ب 2409 نقطة، وأنهى مؤشر الأسهم السعودية الرئيسة جلسته يوم أمس، على تراجع بنسبة 2 % عند 12029 نقطة -239.67 نقطة، مسجلا أدنى إغلاق منذ شهر، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 7.65 مليار ريال، وكان مؤشر السوق قد تراجع خلال الجلسة بأكثر من 350 نقطة قبل أن يقلص خسائره ويغلق عند 240 نقطة. وشهدت الجلسة تراجعا لأغلب الأسهم المتداولة، تقدمها سهم "مصرف الراجحي" بأكثر من 1 % عند 148 ريالًا، وأغلق سهم "أرامكو السعودية" عند 37.05 ريالا -1 %، وأنهت أسهم "سابك" و"الأهلي السعودي" و"بنك الرياض" و"السعودي الفرنسي" و"السعودية للكهرباء" وجبل عمر ومعادن تداولاتها اليوم على تراجع بنسب تراوح بين 2 و3 %، وأغلق سهما أسلاك والمتقدمة عند 29.65 ريالا -5 % للأول و74.20 ريالا -3 % للثاني، عقب نهاية أحقية أرباح نقدية على المساهمين، في المقابل، تصدر سهم "تهامة للإعلان" ارتفاعات اليوم بالنسبة القصوى عند 41.45 ريالا، وسط تداولات بلغت نحو 3.1 ملايين سهم، وفيما يخص الصناديق العقارية المتداولة، ارتفع صندوق "الرياض ريت" بأكثر من 6 % عند 10.52 ريالات، وسط تداولات نشطة بلغت نحو 2.9 مليون وحدة، عقب الإعلان عن توزيعات على مالكي الوحدات. وفي هذا الشأن أفاد الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة: أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم تعاملاته بنهاية هذا اليوم على انخفاض بمقدار 239 نقطة ليقف عند مستوى 12029، وهو إغلاق سلبي بسبب كسر نقاط دعم متعددة وذلك بسبب التعّند الروسي وحشد قوات على الحدود الأوكرانية، وواصل باعجاجة، يتوقع حدوث حرب ستؤثر هذه الحرب على الأسواق العالمية بصفة عامة ولذلك تأثّرت أسواقنا الخليجية والسوق السعودي بصفة خاصة لهذه الأخبار وأتوقع مزيداً من الهبوط في حالة اندلاع هذه الحرب. من جهته أشار الاقتصادي فهد شرف، انخفاض السوق السعودي يأتي بالتزامن مع انخفاض الأسواق العالمية وازدياد حدة التوترات بين روسياوأوكرانيا، وخشية اندلاع حرب بين البلدين، وبين شرف، ما أن تحصل الحرب ستتغيّر أسعار النفط فورا وستكسر حاجز 100 دولار للبرميل الواحد، وتابع شرف، سيتغيّر الاقتصاد العالمي، ولكن لا ندري حتى الآن هل التغيير سيكون للأحسن أو العكس. ويشكّل الأمن الغذائي العالمي مصدر قلق كبير في حالة ما تعرضت الصادرات الأوكرانية للاضطراب، لأن الكثير من الحبوب موجهة إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الواردات، وتوجه أكثر من 40 %، من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا، كما أدت موجات الجفاف التاريخية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية والمخاوف المستمرة بشأن النقص. ويقول مزارعون في العالم: إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي، وتشكل صادرات الحبوب هي حجر الزاوية في الاقتصاد الأوكراني، ومن المتوقع أن تصدر أوكرانيا هذا العام أكثر من ثلاثة أرباع محصولها المحلي من الذرة والقمح، حيث تزداد أهمية أوكرانيا بالنسبة للبذور الزيتية لأنها تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وهي المصدر الثالث لبذور اللفت، وسجلت العديد من البذور الزيتية العالمية، وخاصة الزيوت النباتية، أسعارًا قياسية مرتفعة خلال العام الماضي، من المتوقع أن تمثل أوكرانيا 12 % من صادرات القمح العالمية، و16 % للذرة، و18 % للشعير، و19 % لبذور اللفت هذا العام.