فيما واصلت أسعار النفط هبوطها دون 90 دولاراً للبرميل، أكد المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة أن هذا الهبوط لن يؤثر من قريب أو بعيد على الميزانية العامة للسعودية، متوقعاً أن تعلن الحكومة عن ميزانية قياسية نهاية هذا العام. وقال: «الحكومة تبني ميزانيتها على حسابات تفترض فيها أن يتراوح سعر برميل النفط بين 70 و75 دولاراً، وهذا الافتراض يحقق في كل عام فائضاً كبيراً في الميزانية العامة القديمة، ويعزز جوانب الإنفاق في الميزانية الجديدة». وأضاف «النفط قد يتراجع أكثر في الفترة المقبلة، ولكن هذا التراجع لن يستمر طويلاً، خاصة إذا عرفنا أن هناك بوادر في نمو الاقتصاد العالمي، وهذا كفيل بزيادة الطلب على النفط، خاصة من الدول الصناعية الكبرى مثل أمريكا واليابان». ودعا باعجاجة منظمة أوبك إلى إعادة النظر في الكميات المصدرة، وقال: «أعتقد أن المنظمة ستجتمع قريباً، ولابد أن تعيد النظر في الكميات المصدرة من أعضائها، إذ يمكن أن تقل عن 30 مليون برميل يومياً، بهدف إيجاد توازن بين العرض والطلب، حتى تعود الأسعار إلى ما كانت عليه، موضحاً أن 100 دولار للبرميل سعر جيد للدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة له». وعلق باعجاجة على إعلان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» أمس أن أسعار الأغذية العالمية تراجعت في شهر سبتمبر إلى أدنى مستوياتها منذ شهر أغسطس من عام 2010م، مع انخفاض أسعار المجموعات الغذائية الرئيسة -عدا اللحوم-، بأن «الأسعار في السعودية لم تتراجع، وإنما بقيت على حالها»، مشيراً إلى أن «بيانات (الفاو) تعتمد على متوسط أسعار الدول الأعضاء في المنظمة، وهذا المتوسط قد يشير فعلاً إلى تراجع الأسعار بشكل عام، ولكن ليس بالضرورة أن يشمل هذا التراجع الأسواق السعودية، التي لها ظروف خاصة». وأوضح: «رغم أن السعودية عضو في المنظمة، إلا أن أسعار المواد الغذائية فيها لم تتراجع، فالسعودية تعتمد على الاستيراد في تأمين المواد الغذائية من لحوم وخضراوات وفواكه وغيرها، كما أن القوة الشرائية للريال تراجعت، وهو ما يرفع الأسعار في الأسواق السعودية». إلى ذلك، أكد باعجاجة أن تعافي أسعار الذهب في الأسواق العالمية سيكون ذا تأثير سلبي ومباشر على الأسواق السعودية. وقال: «في الأسبوع الماضي الذي شهد تراجع أسعار الذهب، وجدنا حركة نشطة للبيع والشراء، هذه الحركة مازالت مستمرة، ولكنها قد تتراجع إذا ارتفع سعر الذهب واسترد عافيته»، متوقعاً أن يبقى سعر أونصة المعدن الأصفر بين 1200 و1300 دولار حتى نهاية العام الحالي. قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أمس إن أسعار الأغذية العالمية تراجعت في شهر سبتمبر إلى أدنى مستوياتها منذ شهر أغسطس من عام 2010م، مع انخفاض أسعار المجموعات الغذائية الرئيسة -عدا اللحوم- يقودها هبوط حاد في أسعار منتجات الألبان. وبلغ مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار سلة من الحبوب والبذور الزيتية والألبان واللحوم والسكر 191.5 نقطة في المتوسط في شهر سبتمبر بانخفاض 5.2 نقطة توازي 2.6% عن شهر أغسطس. وتقل قراءة المؤشر 12.2 نقطة توازي 6% عن قراءته في شهر سبتمبر من عام 2013م. وقالت المنظمة إن الحظر الروسي المفروض على واردات الألبان من دول فرضت عقوبات على موسكو بسبب الصراع في أوكرانيا ما زال يؤثر سلباً على أسعار الألبان. وخالفت أسعار اللحوم الاتجاه السائد للسلع الغذائية، إذ ارتفع مؤشرها قليلاً إلى 207.8 نقطة في شهر سبتمبر بزيادة 0.3 من النقطة عن قراءته المعدلة في شهر أغسطس. ورفعت (الفاو) توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي لعام 2014م إلى مليارين و523 طناً، كما رفعت توقعاتها لإنتاج القمح العالمي إلى 718.5 مليون طن، فيما توقعت وصول المخزونات العالمية من الحبوب بنهاية موسم 2015م إلى 627.5 مليون طن.