قبل أن تلامسه يداي وتقلب صفحاته، جذبني عنوانه الذي جمع بين كلمتين الأولى تمثلت في (صور) أما الثانية فكانت في (ذكريات)، وبين الاثنتين أخذت أنظر إليه فإذا هو كتاب حمل عنوان (المملكة العربية السعودية صور وذكريات «مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، الرياض، جدة، الطائف» «1297 1385 ه» «1880 1965 م «)، جمعه وأعده أنيس بشير شودري، ومحمد أنيس شودري، وهو كتاب صادر عن دار الثقافة بمكةالمكرمة، وجاء في أكثر من ثلاثمئة وسبعين صفحة، ضمت نحو ثلاثمئة وثمان وعشرين صورة لأشهر مصوري تلك الفترة، ومنهم: محمود حمدي عرب قرلي، وشفيق مصوراتي، وعبدالله آشي، ومحمد رفيق، ومحمد أمين مقيم (طبيب)، وأحمد علي عبدالعزيز (طبيب)، وآخرين، وفي مقدمته تحدث أنيس شودري عن جمعه للصور وإصداره للكتاب، موضحاً أن الهواية هي الأساس الذي انطلقت منه الفكرة، وإن كانت الهواية كما عرفت «نشاط منتظم أو اهتمام يمارس في الغالب خلال أوقات الفراغ بقصد المتعة أو الراحة»، فإن هواية أنيس شودري أخرجت لنا عملاً متع ناظرينا، فكانت البداية بنحو (21) صورة تناولت أواخر عهد الدولة العثمانية وعهد الشريف حسين، وهي صورة قديمة لمسجد ابن العباس بالطائف، والتي قيل إنها «التقطت من قبل البعثة العسكرية العثمانية التي قدمت إلى الحجاز في عام 1297 ه / 1880م»، إضافة ل «منظر يوضح السيل الذي دخل الحرم المكي في عام 1327 ه (1909م)»، ومنها إلى صورة أخرى تضم «مجموعة من طلاب مدرسة الفلاح». وينقلنا الكتاب إلى العهد السعودي فيبرز في أولى مجموعاته صورة للملك عبدالعزيز يرحمه الله مع بعض زواره في إحدى باحات قصره الكائن بالمعابدة بمكةالمكرمة عام 1346ه، وصورة أخرى توضح الملك عبدالعزيز يرحمه الله وهو يقص شريط الافتتاح لدار الأيتام بأجياد بمكةالمكرمة عام 1357ه، كما يبرز هذا الجزء صورة لواجهة القصر الأخضر بالعمارية بجدة، والصورة من مجموعة نيازي عام (1354 ه / 1935م). وفي الجزء الخاص بالحرم المكي الشريف ينقلنا المؤلف إلى مجموعة تضم 24 لقطة نادرة للحرم المكي منها لقطة سجلت في شهر ذي الحجة عام 1345ه، وقد «نصبت الخيام في حصاويه تنفيذاً لرغبة الملك عبدالعزيز في التخفيف عن الحجاج من حرارة الشمس»، ثم ينقلنا إلى صورة أخرى توضح منظر الحرم المكي من الداخل حيث تظهر إلى جوار الأروقة «المظلات الخشبية» والتي أمر بإنشائها الملك عبدالعزيز يرحمه الله عام 1346ه، ويختتم المؤلف مجموعته بصورة للتوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام حيث يظهر باب الملك عبدالعزيز. وفي جزء المشاعر المقدسة (عرفات مزدلفة منى)، يبرز المؤلف في مجموعة تضم عشرين لقطة للمشاعر المقدسة مبتدئاً بمسجد الخيف في منى، ثم صورة للملك عبدالعزيز يرحمه الله في منى أثناء رمي الجمرات، في لقطة من المرجح كما يقول «إنها في حج عام 1344ه»، ومنظراً عاماً لعرفات، ومنها ينقلنا إلى الجزء الخاص بكسوة الكعبة المشرفة والذي جمع له إحدى عشرة صورة، كان أولاها لمدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة الشيخ أحمد سالم الجوهري، وعدد من منسوبي المصنع، وخلفهم حزام الكعبة الذي تم الانتهاء منه في عام 1352ه، كما تناول هذا الجزء لقطات لبعض قطع الكسوة، وفي جزء المنوعات عن مكةالمكرمة الذي ضم خمساً وثلاثين صورة تظهر بعض اللقطات مباني، منها: الحميدية والتكية المصرية، ومنظراً لسيارات «نقل الحجاج وهي مصطفة في جرول عام 1352ه». وكما أبرز لقطات للمسجد الحرام أبرز أخرى للمسجد النبوي، فمن خلال أربع وعشرين صورة ينقلنا إلى المسجد النبوي الشريف وأروقته، والمدينةالمنورة ومبانيها، كما أبرز مصلحة الصحة والإسعاف في سبع وعشرين لقطة، والطائف في سبع لقطات، وجدة في ثلاثين لقطة، كما أبرز عدداً من الشخصيات. والكتاب كما قال عنه المؤلف يضم «مجموعة كبيرة من الصور والأفلام عن مكةالمكرمة القديمة وبيوتها، وبعض شخصياتها مع غيرها من مدن المملكة». كتاب ذكريات