الشيخوخة عملية بيولوجية طبيعية لا يمكن إيقافها أو منعها، ولكن يمكن إبطاؤها أو تأخير بعض أنواع الضعف، في هذه المرحلة العمرية يسبب الخرف تدهوراً في الذاكرة والتفكير والسلوك، والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. وبشكل تدريجي بالذاكرة، عدم القدرة على تحديد الزمان والمكان، وبالقدرة على تشخيص الأشخاص والأشياء. قدرة إلهية ونعمة من الله لمن يقوم برعاية هذا الإنسان، كبار السن في البيت نعمة ونحن بحاجة إلى نعمة من نعم الله. في هذه الدنيا كل الحقائق تتغير إلا حقيقة واحدة ثابتة، هي «الموت»، عبارة اهتز لها قلبي وذرفت لها عيوني: (حين أنسي أين أنا لا تنسوني). إذا احترمنا الكبير، ورعينا حقوق ضعيف البدن والحواس واجب إسلامي قبل أن يكون واجباً أخلاقياً، الله عز وجل يقول: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ). يارب كم أتألم عندما أرى إنساناً يتألم ولا بيدي غير الدعاء له، إنسان لا يعرف أين هو حينما كان يعرف كل شيء. حاولت في بعض الأحيان أن أنسى كل هذا، كم هي تجربة قاسية عندما يتكلم بكلمات غير معروفة، وكأنه يقول: لا تنسوني تذكروني بالخير ولا تنسوني فأنا لن أنساكم لا تنسوني. كبار السن.. صرخة ألم يعرفها من يعرف الألم ويشعر به أما أولئك المنغمسون في حياتهم لا يعرفون الألم لمن يتألم من حين كان يشعرون بالألم. للأسف هناك من يتهرب من مسؤوليته أو يتجاهلها حين ينعم الله عليه بكبير السن تحت رعايته، يحتاج كبار السن إلى معاملة خاصة من الأفراد الأصغر سناً، سواء الأبناء أو الأحفاد أو حتى الغرباء عنهم، وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تطرأ على هذه الفئة العمرية. لا تنْسوني حين أنسى، أشعر بالحزن حين أسمع أن هناك من أصيبت مشاعره بالتبلد، نحن نعاني من أبناء عاقين لآبائهم وأمهاتهم ألا يعلمون أن الدائرة ستحل بهم. أقولها وبحرقة أصبح كبير السن اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده، إلا من رحم الله. هنيئاً لمن يخدم أمه أو أباه ويتذكر عندما كان طفلًا ويرى أباه يخدم أمه أو أباه، فأخاف وأحرص على أن أجعل ابني يراني وأنا أخدم أمي وهي تقول: لا تنسوني من دعائكم أينما كان مكاني في قلوبكم وهل هناك مكان غير القلب لأصحاب القلوب الحيّة. يتألمون كثيرًا لكن من يُتألم من أجله لا يشعرون بألمنا إنها الحياة وهل نستطيع أنْ نُغيّر من شعورنا بالألم لمن يتألمون؟ هناك من يكبر ويكبر معه ألم السنين سنين الشيخوخة إنهم لا يتحملون عبء الشيخوخة لأنها الألم الحقيقي إلا من أدرك أنها الحياة وأنه القدر وكل شيء بقدر وعليه التعايش مع هذه المرحلة والتوكل على الله فهناك من عيونهم عليه. للأسف هناك من الناس من يؤلم بقصد الألم لماذا نؤلم ونصر على الألم ألسنا نشعر بألمهم حين يتألمون كيف ذلك وقلوبهم أقسى من الحجر، ألا يكفينا الآلام التي نصادفها ونعيشها في حياتنا دون أن تطلب الإذن أو تطرق أبواب عقولنا أو قلوبنا. همسة لكل إنسان يحمل قلباً يشعر بالألم (ليس هناك في الدنيا من سعادة إلا حين تُسعد أمك سواء كانت على قيد الحياة أو تحت الثرى).