في الحادي والعشرين من شهر الله المحرم فاضت روح أمي إلى بارئها وفي وسط هذا الحزن على رحيلها إذا بأبي يلحق بها في العشرين من شهر صفر -أي بعد شهر تقريبًا- فكانت مصيبتنا كبيرة بفقد والدينا في شهر واحد.. فهل نبكي أمّنا الحنون التي أحبّت جميع أقاربها وجيرانها ومن عرفها وأحبّوها وتألّموا لفراقها ودموعهم تسبق دعواتهم لها بالرحمة والمغفرة.. أم نبكي الوالد الحبيب الذي نشأ في طاعة الله وأفنى عمره في تربية أبنائه وحثهم على الصلاة وعدم التقصير في جنب الله والإحسان إلى الناس والعفو والتسامح. لم يستطع الوالد البقاء بعد رحيل شريكة عمره وكأنه يقول عشنا سويًا ويجب أن نرحل سويًا ولا قيمة للحياة بعد وفاة أم عثمان. لقد رحلا عن دنيانا إلى رب رحيم وتركانا نعتصر من الحزن والألم لفراقهما ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون». ماذا أقول وبأي شيء أبتدئ أبفقد أمّ أم رحيل الوالدِ ما كدت أنسى مصيبة حلت بنا حتى أتت أخت لها تتجلجلِ دار الزمان وولى مسرعًا خطف الأحبة دون تململِ ستظل ذكراهم أمام نواظري والقلب يعصره الأسى في داخلي ولسوف أدعو الله ربي ساجدًا أن نلتقي بهما بأعلى منزلِ في جنة الفردوس عند مليكنا نعم الإله ونعم ذاك الموئلِ