التخطيطُ الاستراتيجيّ هو تخطيطٌ مستقبليّ يُراعي الموارد والمعوقات الداخلية والخارجية للمؤسسة، ويتمثل في مجموعة من العمليات؛ تبدأ برسم الصورة التي تريد المؤسسة أن تكون عليها في المستقبل، ومن ثم تحديد الأهداف التي تساعد على تحقيق الصورة المُبتغاة؛ وصولاً إلى الاستراتيجيات والوسائل الكفيلة بتحقيقها. وكل مؤسسةٍ تأمل أن يكون لها موقعًا ومكانة مُميزين مرموقين؛ لا بُد لها أن ترسمَ خططًا استراتيجية تسير وفقها، وهذا ما تبتغيه جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ إذ تنطلق من خططٍ استراتيجية رسمتها وترسمها لتحقيق أهدافها ورؤيتها ورسالتها؛ سواءٌ العامة أم ما يندرج تحتها من خططٍ فرعية لكلياتها ومعاهدها؛ وِفقَ تخصصاتها؛ والمنبثقة من أهداف الرؤية الوطنية 2030 في مجال التعليم بشكلٍ عام والتعليم الجامعيّ بشكل أخص- ومنها وجود تكافؤ بين الخريجين ومتطلبات سوق العمل، وتشجيع المبدعين والمبتكرين، ورفع الجودة وإعداد خريجين مؤهلين للعمل، والاهتمام بالأبحاث العلمية والتطبيقية، والحرص على وجود شراكة مجتمعية، وتنمية قدرات ومهارات الطلبة بمختلف المراحل التعليمية، والوصول بجامعات سعودية إلى قائمة أفضل مئتي جامعة على مستوى العالم. ومن هذا المنطلق حملت رئاسة الجامعة على عاتقها التحفيز والتشجيع؛ لإعداد المبادرات ورسم الخطط لكل كلية من كلياتها؛ وفق أهدافها ورؤيتها ورسالتها ومُبتغاها التي ترنو إلى تحقيقها. وكانت كلية اللغات من بين الكليات التي أعدّت خطةً استراتيجية؛ عُرِضت على معالي رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة إيناس بنت سلمان العيسى التي حرصت على أن تستمع لكل الخطط الاستراتيجية لكليات الجامعة. حيث قامت عميدة الكلية الدكتورة هالة بنت جمال الشهراني -بحضور وكيلات الكلية ورئيسات أقسامها وبعضٍ من أعضاء هيئة التدريس- باستعراض منهجية إعداد الخطة الاستراتيجية لكلية اللغات، ورؤيتها ورسالتها المتمثلة في إعداد كوادر نسائية مؤهّلة علميًا ومهنيًا، وتمكينهن بالمهارات الأساسية للمنافسة في سوق العمل، وتعزيز البحث العلميّ والابتكار، وريادة الأعمال وخدمة المجتمع في مجال اللغات والترجمة والأدب؛ من خلال برامج أكاديمية عالية الجودة، وفقًا لأفضل المعايير الوطنية والعالمية، كما عُرِضت أهداف الكلية الأربعة؛ وهي تقديم تعليم وتدريب نوعي يتسق مع الرؤية الوطنية من خلال التركيز على استحداث برامج أكاديمية متجددة، مع مواءمة البرامج القائمة مع التطور السريع لحاجة سوق العمل، وتزويد خريجاتها بكفاءات القرن الواحد والعشرين، وتحفيز نشاط البحث العلمي والدراسات البحثية البينية ومبادرات الابتكار وريادة الأعمال، والتوسّع في الشراكات الاستراتيجية المجتمعية المحلية والعالمية ذات الصلة وذات الأثر المجتمعيّ والتأثير المعرفيّ الإعلاميّ، وتحقيق التمكين المؤسسيّ لدعم الاستدامة والاستثمار الأمثل لموارد الكلية، وقد اشتمل العرض أيضًا على توضيح مدى مواءمة أهداف الكلية مع أهداف الجامعة وأهداف الرؤية الوطنية، وأبرز المبادرات والمشاريع، وآلية متابعة وتنفيذ الخطة. ويقيني أنّ اهتمام معالي رئيسة الجامعة بالخطط الفرعية للكليات نابعٌ من أهمية الخطة الاستراتيجية العامة، وذلك لتحقيق الهدف والمُبتغى والمأمول من أهداف الرؤية الوطنية 2030؛ لتكون جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ضمن الجامعات العالمية الأُوَل وتكون أبحاثها ودراساتها العلمية والأدبية ما يُمكّن الجامعة من أن يكون لها مقعد مُتقدم في مصافِ الجامعات الأصيلة في العالم. وبظني؛ بل يقيني أنّ جامعات المملكة العربية السعودية في ظلِّ ما تلقاه من دعمٍ ماديّ ومعنويّ سواءٌ في مبانيها أم ما يحتويه المبنى من إمكاناتٍ فائقة الجودة؛ حريٌ أن يمكنها أن تكون في مصاف؛ بل في مقدّمة الجامعات العالمية، وما هذا الهدف ببعيد التحقيق في ظلِّ ما تجده الجامعات بصفةٍ خاصة والتعليم بصفةٍ عامة من اهتمام عظيم؛ إذ إنّ ما يقرب من ثلث ميزانية الدولة يُنفق على التعليم بشقيه العام والجامعيّ. ويقيني كل اليقين أن العزيمة والهمة والرغبة والطموح والإصرار؛ وقبل ذلك كُلّه التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب ما يجعل من المستحيل واقعًا، ومن الصعبِ سهلاً، وبإذن الله ستكون هذه الاستراتيجية العامة والخطط الاستراتيجية الفرعية ماثلةٌ أمامَ الأعين، ومُتحققة وِفقَ ما رُسمِت له؛ إذ إنّ الخطط الاستراتيجية إذا ما كانت واضحة المعالم؛ تكون أهدافها مُحققة، وهذا ما تصبو وما ترنو إليه جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ممثلةً بكلياتها ومعاهدها المُتعددة التي رسمت خططها وفق أهدافٍ قابلةٍ للتحقيق.