من السنن الكونية عبر التاريخ أن المجتمعات والدول في حاجة إلى النمو والتطوّر، وأن فشلها كفيلٌ بتقهقرها وعيشها خارج سياق التاريخ، وما تشهده المملكة العربية السعودية من قفزات تطويرية هائلة على الصّعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله -، يمثل في حقيقة الأمر عصرَ نهضةٍ سعودياً حقيقياً، لا يقلّ بأي حال من الأحوال عمّا شهدته أوروبا سابقاً من نهضة انتقلت بموجبها إلى سيادة العالم. ومن خلال الاطلاع على تاريخ الدول وتحولاته، فإن انعكاسات هذا التطوّر السعودي الكبير لن تقتصر على المملكة فقط، بل ستتعداها إلى العالمين العربي والإسلامي، حيث تقع المملكة من هذين العالمين موقع القلب من الجسد. ولا شك أن ما تعيشه المملكة من نهضة وتطوّر، وما تشهده من نقلة حضارية تنموية وتطويرية، وما تملكه من موارد طبيعية وبشرية، وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي، ومكانة رفيعة وموقع جغرافي مميز، جعلت العالم ينظر إليها بكثير من التقدير والاحترام، كما أسهمت هذه المرتكزات بشكل سريع ومؤثر نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية الطموحة والشاملة نحو غدٍ مشرق، ومستقبل واعد، والتي أكدت على النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة لبناء دولة عصرية تواكب مسيرة الحضارة العالمية وعطاءاتها. وبناء على ما سبق، إنه كان لعلماء ومفكري الغرب دور كبير في إعادة تشكيل المنظور الفكري لدولهم، حيث تم التركيز على المواطنة الصالحة، وخلق الإنسان القادر على العمل والإنتاج في أي مجال وسياق، وقد نجحوا في توظيف نهضتهم وتطورهم بالشكل الأمثل، حتى تبوأت دولهم المنزلة العالمية التي يتمتعون بها الآن.. ومن هذا المنطلق، هذه دعوة إلى العلماء والمفكرين العرب والمسلمين كافة أن يلعبوا دورهم الآن في مساندة الجهود الجبارة للمملكة العربية السعودية نحو عصر نهضة سعودي فيه الريادة والخير للعالمين العربي والإسلامي، بل للإنسانية جمعاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.