من طريف الفكاهة في الشعر النبطي ما يدور بين بعض الشعراء عادةً، فيستطرفون مدح الغنم أو أهلها من باب التهكم، وقلب المعنى، مثل ما وقع بين بعض الشعراء، ومنهم بجاد المربوث، الذي ربّع سنة من السنين في أرض الحجرة، وأراد أن يداعب قومه بقصيدة فكاهية، فأرسل إليهم، قصيدةً يحثهم بالرحيل واللحاق بهم، لأن حال صاحب الغنم عندهم أصبحت محمودة، لمناسبة الأرض التي هم فيها للغنم، حيث أصبح الربيع فيها في خصبٍ يحسد عليه الشاوي، فمن قصيدته قوله: يا راكب اللي هواهن شل عشر المراحل لهن شله ما فوقهن غير بز ودل غير البواريد والدله يا اللي تجي حامد اسمر صل قل له ترى بجاد يرسل له راع الغنم تو عصره حل يأخذ على قشدته عله فيخالفه الرأي أحد جيرانه، وهو الشاعر حمدان الجنوبي الميسوي، وينقض ما قال، قائلاً ما معناه إنه لا يوجد عندنا من الرعي، والوقود، ما يستوجب دعوة حامد اسمر صل، وجيرانه، ولا أرى ما يسر النظر في الغنم، عدا الماعز، فهي التي يُخشى عليها من الحسد، لجمال أجسامها، لحسن حالها، الذي أكسبها إياه، نوع رعي الحجرة، عننا، حيث يقول: يا اللي تجي حامد اسمر صل وقودنا الشيح والجله عندنا المعز تقل ذود جل لا شفتها قلت ما شا الله فلما وصلت قصيدتاهما بجاد لصاحبه اسمر صل، وقومه، عارض بجاد شاعر من قومه جيران حامد اسمر صل، قائلاً: الشيح من عرفته ما وكل اللي ظعنكم محيلٍ له كبر وسادتك ووض وصل وما ذقت هاته على حله فهو يقول شجر الشيح، ذو اللون الأخضر، الذي ربما أعجبكم بخضرته، لا يأكله الحلال، وكلما يعجبك بالغنم، في فصل الربيع، سينتهي، بنهاية فصل الربيع، ومن ثم ستستعيد منك الغنم، كل ما جنيته منها، في الفصول الأخرى، من فوائد، مثل القشدة، والإقط، والحليب، واللبن، والأثمان التي ستحصلون عليها من قيم البيع، وذلك لأنها في غير فصل الربيع، تحتاج لاستخراج الماء من الآبار، وإلى علف، وغير ذلك، مما فيه مشقةٌ، على الشاوي، بخلاف راعي الإبل، فإنها تعيش دون شرب الماء، وقتاً طويلاً، وتذهب إلى أبعد المراعي، في فصل الصيف، ولا يُخشى عليها من أكل الذئب راع الغنم تو عصره حل نافل علي الحربي