يوم انك تظهر يا صالح امس الصبح وقبل البارح حيثك فطن وقلبك صاحي خبري بك رجالٍ فالح ماشفت العنز المسروقه اللي وخذت مني بوقه تالي ثمنتها مفهوقه مشراي إلها قبل البارح دورها كودك تلقاها تراني مسقم ببلاها وهي ضاعت في مفلاها لجل الشاوي خبلٍ سايح العنز الربشا الماسومه عليها المطرق ورقومه ما نرحصها بأول سومه واللي تمسي عنده رابح حوا عطر مدامعها أذانيها تشرب معها يا حظك ياللي طامعها ياقط واللي غيره قامح تجي حلبتها وقيه والاخرى ملي الشاميه بكر بالديد او ثنيه وشلون الى صارت قارح ما حلبناه الا مره حلوه لكن نضحة مره ما باقي منها الا الجره نهار ان الشاوي سارح انا من المغرب رحت انزي بلشانٍ في دورة عنزي واثر الشاوي قلبه جنزي ضربني بالموس الجارح يقول العنز مخليها بالبر ابك هو علمي فيها قلت اقمح توي شاريها لوني داري صاح الصايح عسى الله ما يرعى الراعي اثره عكروك طماعي ضيع عنزي واكل صاعي وانا قلبي مثل الفايح والله ما دون يدورها ولا ينقل خسايرها وان عيا حيثه خابرها تليته للقاضي صالح انا وياه وشرع الله يرضينا كنا خلق الله اللي يرضون بحكم الله نرضا به والخاطر سامح اما حصلناها شرعا ولا خل الدرعا ترعا كنه بقر راعي القرعا يشرونه والفايت رايح حفيت رجلي من الدوره وهي بالديره مذكوره عليها راس الباكوره فراق العذب من المالح اتبعت الصيحه بالصيحه كني ماخوذ التصبيحه قل لاعادت من تسريحه ما طاوعت الشور الناصح يقول احفظها في دارك ولا يدري عنها جارك ترا الحكمة كتم اسرارك والتنشيد العيب الفاضح ربح الجالب قبل الحالب غلبني وامر الله غالب هذي امقطعة الطلايب لو قيل ان العنز اتمانح ليت الله ناهيني عنها قبل اشرب قرطوع منها اخلفها واخلف ثمنها يا رب الصالح والطالح الشاعر: هو سليمان بن ناصر بن شريم من بني زيد شاعر مجيد أجاد فن المحاورة والنظم على البحور الطويلة توفي رحمه الله عام 1363ه. مناسبة النص: من سياق النص يبدو أن الشاعر أشترى أنثى ماعز ذات مواصفات جيدة (مزايين) فدفع فيها ثمناً غالياً تبقي منه مؤخر، ثم جعلها مع راعٍ يخرج بأغنام القرية وعند المساء عاد الراعي بأغنام القرية ولم تعد عنز الشاعر. دراسة النص: تعتبر نصوص الشعر العامي التي تتناول يوميات المجتمع السعودي في فترات قديمة من الأهمية بمكان حيث تعطينا تصوراً عن حياة الناس وعلاقاتهم وظروفهم المعيشية فتكون هذه النصوص بمثابة وثيقة تاريخية يجب العناية بها، وبين يدينا نص لشاعر شهير من القرن الرابع عشر الهجري يتناول في هذا النص موضوعاً يعكس أهمية اقتناء الحيوانات اللبونة المدجنة للمجتمع ومدى اعتمادهم عليها في العيش ومعاناتهم في رعايتها، فقد بدأ الشاعر قصيدته مستفسراً من (صالح) وهو الرجل الفطن الذي يكثر الخروج إلى الصحراء هل شاهد عنز الشاعر؟ والتي سرقت وليس لها عند الشاعر سوى ليلة حيث دفع بعض ثمنها وتبقى جزء منه مؤخر ثم يوصي صالح بالبحث عنها عسى أن يجدها فقد فقدت في المرعى بسبب إهمال الراعي وعدم حرصه عليها، ثم يصف العنز بأنها (ربشا) أي يخالط سوادها نقط صغيرة بيضاء أو حمراء، وأن عليها الوسم العلامة التي يعرف بها صاحبها (مطرق ورقمات) وأن هذه العنزة من أطيب الماعز لا يفرط فيها صاحبها ومن يملكها فقد ربح، فهي (حوا) أي لون شعر ظهرها أسود ولون شعر أسفلها يكون أحمر أو أبيض، وأنها (عطر مدامعها) أي لون ما حول عينيها يكون أبيض أو أحمر، ثم أنها تتميز بطول الأذن حتى أنها إذا أرخت رأسها للشرب سقطت أذنيها في الماء، وأن من يملكها فهو سعيد الحظ حيث تدر الحليب بوفرة وسينتج منه الأقط وإن كمية ما تدره من حليب عند حلبها في الصباح يقدر بوزن أوقية أما عند حلبها في المساء فتدر حليباً يملأ (الشامية) وهي قدح من القياس الكبير، وهذا بعد ولادتها بكرها الأول فهي (ثنية) أي لم يخرج من أسنانها سوى الثنايا وبالتالي هي شابة فكيف سيكون حليبها عندما تكون قد كبرت وصارت (قارح)، ليؤكد أنه لم يستمتع بحليبها الحلو سوى مرة واحده قبل أن يجعلها تذهب مع الراعي ولا يبقى له منها سوى الأثر، فعند عودة الراعي مع غروب الشمس ذهب الشاعر مستعجلاً يبحث عن عنزه ولكن الراعي أخبره أنه تركها في الصحراء فنهره الشاعر موضحاً له أنه اشتراها قريباً ولو علم عن سرقتها لرفع صوته طلباً للنجدة، ثم يدعو على الراعي الذي أضاع العنز ويقسم على أنها تحت مسؤولية الراعي وإن هو رفض البحث عنها وهو يعلم مكانها فإن الشاعر سيشكوه على القاضي (صالح) وما يقضي به الشرع سيقبل به الشاعر، فقد تفطرت قدماه بحثاً عنها، ثم يظهر ندمه على أن تركها تذهب مع الراعي إلى المرعى ويتمنى لو أنه سمع رأي من نصحه بحفظها في البيت وأن لا يخبر عنها حتى جاره، ليؤكد أن الرابح هو من باعها عليه أما الشاعر الذي يبحث عن الحليب فقد خسر ويدعو الله أن يخلفها عليه. مخطوط قصيدة ابن شريم في عنزه