تحتضن محافظة الطائف قصوراً تراثية دلت على المكانة الاقتصادية التي كانت تعيشها المحافظة في تلك الحقبة الزمنية، انعكست على ثقافة المدينة في البناء المعماري والهندسة في البناء باستخدام الحجار والأخشاب المختلفة مثل الرخام والجص، وخشب الماغانو "الزان" وخشب العرعر الطائفي. ورُصد التوزيع الإبداعي للفنانين في تلك الحقبة من ناحية الرسوم التشكيلية والنباتية سواء في السقوف أو الأعمدة أو العقود، حتى في القباب لتستقل بشخصيتها المحلية الحجازية، حيث بنيت قصور الطائف بملامح العمارة الحجازية ممزوجة بالعمارة الرومانية، وتعتمد في هويتها الخارجية على زخارف هندسية جصية وحجرية نباتية فنية مميزة، ومنحوتات خشبية، تحيطها بساتين في غاية الروعة، وتجملها برك المياه الكبيرة على واجهات القصور التي شيدت من الأحجار المحلية والأخشاب والنورة والبطحاء. واشتهرت قصور الطائف، مثل قصر الكاتب وقصر جبرة، وقصر الصبان، وقصر الكعكي، وقصر البوقري، وقصر الدهلوي، وقصر القامة، بطوابقها وبساتينها الخضراء التي أعطت طابعًا جماليًا مختلفًا، واهتمت الأيدي العاملة في القصور بالغطاء النباتي وبالمواصفات الهندسية الدقيقة سواء في أوصاف القصر خارجياً أو داخلياً، بما في ذلك التكوين الجمالي بزخارفها الإسلامية التي حفرت على شبابيكها ونوافذها، وهي مكان يجتمع فيه المصطافون وتكتظ به العائلات لالتقاط صور تذكارية في ساحاتها. ويعد "قصر جبرة" من أجمل القصور الواقعة في مدينة الطائف، وذلك لموقعه الاستراتيجي بوادي وج بامتداد العرج، حيث كانت تزهو هذه المنطقة بالخيرات الطبيعية والمناظر الخلابة، واحتواء القصر على مزرعة خاصة به. ويمتاز قصر الكاتب بطرازه المعماري الفريد من نوعه، حيث يقف القصر شامخاً بأعمدته وتيجانه وأقواسه، لافتاً الأنظار بنوافذه الخشبية المزخرفة بدقة عالية في التصميم، مجسداً اندماج فن العمارة الإسلامي بفن العمارة الروماني مع نظم فن العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز، ومدينة الطائف خصوصاً. ويتميز القصر عن بقية القصور التراثية القديمة بالطائف بكثرة المجسمات الحجرية والجصية والأجورية المتنوعة ذات الأشكال والأحجام المختلفة التي تعد تحفاً فنية رائعة المنظر، لما تحمله من رسومات وصور وأشكال هندسية لحيوانات ونباتات تعبر عما تتمتع به البيئة الطبيعية للطائف من ثروة حيوانية كبيرة على مر العصور. توزيع إبداعي في الحقبة القديمة رسوم تشكيلية مُلفتة تكوين مزخرف