يعاود صباح اليوم الأحد أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في مراحل التعليم العام الركض لمدارسهم لاستكمال العملية التعليمية للفصل الدراسي الثاني بعد انتهاء إجازة مطولة حيث ستكون العودة لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية حضوريا بدءا من اليوم الأحد فيما سيواصل طلاب وطالبات المرحلة الابتدائي ورياض الأطفال الدراسة عن بعد لمدة أسبوع واحد فقط قبل أن يبدؤوا العودة الحضورية لمقاعد التعليم اعتبارا من يوم الأحد القادم. اليونسيف: إغلاق المدارس يؤثر على الأطفال نفسياً ومعرفياً وأكد عدد من الأكاديميين والتربويين ل"الرياض" أن العودة الحضورية للطلاب والطالبات للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال ستساهم في تنمية المهارات الاجتماعية والتواصل لدى الطلبة، وتحسين أداءهم وقدراتهم، وتعزز من رفع نواتج التعلم، مشيدين في الوقت نفسه بجهود وزارة التعليم في استمرار العملية التعليمية سواءً حضورياً أو عن بُعد. تأثير تربوي وقال وكيل كلية التربية للشؤون الأكاديمية والتطوير بجامعة جدة الدكتور مشعل بن سلمان الرفاعي إن قرار العودة الحضورية للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال له العديد من التأثيرات التربوية والنفسية الإيجابية على الطلبة وأسرهم، كما أن الدراسة الحضورية مع تطبيق البروتوكولات والإجراءات الاحترازية داخل المدارس سترفع المهارات الاجتماعية والتواصل وحل المشكلات لدى الطلبة، خصوصاً طلبة الصفوف الأولية، مشيراً إلى أن المدرسة ليست للتعليم فقط، وإنما مجتمع واقعي مصغر تتاح فيه المواقف والفرص والتجارب والتحديات لإعداد الجيل للحياة الواقعية. وأضاف د. الرفاعي أن تلقي الطلبة للمعرفة عبر الوسائل التقنية لمدة عامين قلل من فرص الاحتكاك بالآخرين، وكيفية التعامل والتصرف مع الصعاب والتحديات كجزء لا يتجزأ من واقع الحياة، لافتاً إلى أن العودة الحضورية سترسخ لدى الطلبة بعض القيم الإنسانية العليا كقيم التكيف والمرونة مع الواقع والشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية والتعاون خلال الأزمات، وكذلك الولاء للوطن والوقوف بجانبه في الظروف الحرجة. حصانة مجتمعية وأوضح المستشار الأسري والتربوي أحمد القرني أن قرار عودة الدراسة حضورياً تم اعتماده بعد الوصول بالحصانة المجتمعية إلى درجة عالية، والجهود المبذولة لتعزيز الثقافة الصحية العامة وعدم التهاون في كل ما يضر المجتمع، مبيناً أن القرار كان نتاج دراسة دقيقة بين وزارتي التعليم والصحة للوصول إلى نماذج تشغيلية تراعي تطبيق البروتوكولات الصحية، وفي نفس الوقت تدعم التحصيل الدراسي لطلبة الابتدائية ورياض الأطفال داخل المدارس. عام جديد وطالب عضو هيئة التدريس في كلية التربية جامعة الملك فيصل الدكتور محمد القحطاني بأن يكون الأسبوع الأول في العودة الحضورية مكملاً لمرحلة التهيئة، من خلال التركيز على استقبال الطلاب والطالبات لأنه بمثابة عام دراسي جديد لهم، وأن يكون وقت حضورهم خلال الأسبوع الأول نصف يوم دراسي، ويتم التركيز فيه على تدريبهم على أنشطة جديدة، وإقامة فعاليات تسهم في دمج التعلم باللعب والترفيه، مشدداً على ضرورة استمرار المنصات في تغطية الجوانب التعليمية حتى يكون التحول تدريجياً، وبما يساهم في تهيئة الطلبة الجدد في الانخراط في التعلّم التعاوني مع زملائهم؛ لتقبل العمل الجماعي والتعليم الحضوري وأسباب الجذب له. ضرورة ملحة من جانبها قالت مديرة المدرسة الثانوية التاسعة بالرياض الدكتورة زانة الشهري: إن العودة الحضورية أصبحت ضرورة، حيث تحقق مكتسبات لا يمكن أن يحققها التعليم عن بُعد، خصوصاً فيما يتعلق بتنمية المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل والأنشطة البدنية لدى الأطفال والتي تعد من جوانب النمو المهمة جداً في مراحل الطفولة، مبينة أن القرار سينعكس إيجابياً على الأسرة والطفل، والكادر التعليمي والإداري في المدارس، بما يساهم في تحقيق عدة مكتسبات أهمها التكامل في جوانب النمو المختلفة للأطفال، ودمجهم في أنشطة اجتماعية وبدنية متنوعة، وكذلك تعزيز قدرة الكادر التعليمي على معالجة الفاقد التعليمي ورفع مستوى التحصيل العلمي، إضافة إلى تحقيق فوائد متعلقة بترتيب وتنظيم الوقت والعمل للأسرة والطفل. نواتج التعليم وأشار المشرف التربوي في تعليم الأحساء وليد السليم إلى أن العودة الحضورية للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال مهماً لرفع نواتج التعلم، موضحاً أن هناك برامج تدريبية في المجتمع التعليمي تتعلق بالمهارات الاجتماعية تقدم للجميع المعلم والطالب، وتساهم في تحسين أداء الطلبة. دراسة أممية وفي شأن ذي صلة حذرت تقارير ودراسات أجرتها منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) من استمرار إغلاق المدارس، وتعطل تعلّم الأطفال بسبب جائحة كورونا. ودعا اليونسيف إلى تغليب وضع تعليم الأطفال ومصالحهم، مع بقاء المدارس مفتوحة لكل طفل في كل مكان خلال عام 2022، وأن تكون المدارس آخر ما يُغلق وأول ما يُعاد فتحه مع توفير تدابير الصحة العامة لحماية الطلبة. وأشارت اليونسيف في أحدث تقاريره عن أثر إغلاق المدارس على الأطفال نفسياً ومعرفياً، مؤكداً أنها ستكلف الجيل الحالي التفاعلات الشخصية اليومية مع الأصدقاء، إلى جانب المهارات المطلوبة في كل مرحلة تعليمية. وشدد التقرير على أهمية أن يكون عام 2022 السنة التي تحظى فيها الأسبقية للتعليم لصالح الأطفال، وألا يتم تعطيل الدراسة، خاصة أن الإجراءات الاحترازية فعّالة وتساهم في إبقاء المدارس مفتوحة وآمنة. وأكد التقرير على وجود مشكلات في تعلّم القراءة والحساب لدى الأطفال في العالم، حيث إن مدة إغلاق المدارس ألحقت خسائر كبيرة بالتعليم، مطالباً بالقيام بأنشطة توعية للمطالبة بعودة الدراسة حضورياً، إضافة إلى التعجيل في تعافي التعليم بوضع برامج تضمن حصول الطلاب الحاليين على قدر مماثل من التعليم الذي حصلت عليه الأجيال السابقة، على أن تغطي البرامج محاور تعزيز المناهج، وتمديد وقت التدريس، وتحسين فاعلية التعلّم. إغلاق المدارس يؤثر على مهارات وتحصيل الأطفال بعد توقف عامين طلاب الابتدائي في مدارسهم.. الأحد القادم