يا من قضيت معها سنوات عمري في ظروف مختلفة.. ضحكنا وتألمنا وواجهنا الحياة بأكملها سوياً.. سنوات عمل طويلة جمعتني بكِ كنتِ الفارقة كثيرة التفاصيل الراوية والقاصة على مدار أعوام.. أحببت بساطتك كثيراً.. صادقة وواضحة بعيدة عن الزيف والخداع.. ساعات عمل طويلة جعلتني أشعر وكأنكِ فرد من العائلة.. رغم فارق السن بيننا كنتِ تسمعين مني وتؤيدين فكري.. نتشاجر أوقاتاً ونغضب ساعات وسرعان ما نعود لبعضنا.. صاحبة حق أنتِ.. أعلم أنكِ لست هنا وما عادت ضحكاتك تملأ المكان وما عاد عطرك يفوح في الممرات.. دوامة كبيرة من الذكريات الجميلة تحاصرني وكأنكِ توصيني على ذكراك.. مازال حديثنا يحاوطني وجميع الأشياء في حياتي تحمل بصمتكِ.. كان وجودك في رحلة حياتي يحمل رسالة كبيرة.. غرزتي بأيامي جمال الطيب ورائحة البخور وحب ضوء الشموع واللهفة لشرب كوب قهوة.. كالحلم رحيلك كشيء خطف مني النور وانتشل جزءاً من قلبي.. علقنا جميعاً في سلسلة أحداثك ولَم نستطع تخطيك.. أتذكر بأني ذات مرة قلت إن لكِ من اسمكِ نصيب فأنتِ إنس للمكان.. وفِي كل مرة تذهبين لقضاء إجازتك كنت أشعر بِوَحشة الممرات حتى الأبواب.. فكيف بالرحيل الأبدي اليوم الصلاة كانتِ عليكِ والدعاء كان لكِ وسرد القصص لم يكن منكِ كان مني هذه المرة وكأنكِ أنتِ القاصة.. كبيرات السن ملأن المسجد كيف لا ولوصلك برحمك نصيب كبير قضيته من حياتك.. مر صوتك وأنتِ تخبريني أي حلوى ستذهبين بها إلى خالتك وأي يوم ستزورين عمتك.. بارة بوالديك حنونة على أطفال أخيك أماً لأخواتك وشمعة تضيء البيت.. محبة لابن زوجك ومحافظة على استمرار المحبة في حياتك الزوجية.. نور المكان وضيّه .. رحمك الرحمن وجمعنا بكِ في أعلى جنته بدون حساب ولا عذاب من شدة بساطتك صمتت كلماتي وأحرفي وانتهى الرثاء ولم ينتهِ شيء من قلبي..