الكرملين: نحتاج لتعهدات تضمن أمن موسكو حذّرت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، روسيا، من اجراءات اقتصادية موجعة قد تتخذها واشنطن قريباً إذا سدّت جميع الأبواب أمام الحلول الدبلوماسية. وفي احاطة صحفية حضرتها "جريدة الرياض" أوضحت نولاند بأن واشنطن لاتزال ترغب بتجنّب تطبيق العقوبات والتوصّل إلى حل دبلوماسي، الأمر الذي سيحسم نهاية هذا الأسبوع، حيث تجري محادثات دبلوماسية مع روسيا على عدة مستويات في أوروبا. واجتمع المسؤولون الروس في أوروبا الاثنين الماضي مع نظرائهم الأميركيين، لتنتقل المفاوضات لاحقاً الى بروكسل لتشمل أعضاء حلف الناتو وروسيا، في محاولة لحل الازمة التي ترى فيها كل دولة تهديد لأمنها والاستقرار العالمي. وحسمت نولاند الجدل حول الموقف الأميركي من مطالبات روسيا بالحصول على تعهّد خطّي بعدم ضم دول جديدة في أوروبا الشرقية إلى حلف الناتو، حيث قالت نولاند أن حلف الناتو هو حلف دفاعي، وهدفه الوحيد هو حماية أعضائه، وتعود القرارات المتعلقة بعضوية دول جديدة فيه الى الدولة المتقدمة بالطلب والدول الأعضاء في الناتو وعددهم 30 دولة. مضيفة، لا أحد سوى الدول الاعضاء يمتلك حق التصويت أو النقص في قرار متعلّق بضم دول جديدة إلى الحلف. وقالت نولاند إن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة سيكون عبر تراجع روسيا عن حشدها العسكري على الحدود مع أوكرانيا، وأن منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" لن تغيّر قوانينها وميثاقها التأسيسي بطلب من موسكو. وبحسب الميثاق التأسيسي لحلف الناتو المؤسس عام 1949، فإن باب الحلف سيظل مفتوحاً لأي دولة يمكنها تلبية المعايير المطلوبة من قبل الناتو. وأشارت نولاند الى أن الحلف لا يزال يبحث إمكانية ضم "جورجيا" وأوكرانيا" ودول أخرى للناتو، داعيةً هذه الدول إلى "العمل الجاد" لتلبية معايير الناتو والانضمام للحلف الذي حافظ على قوانينه منذ 70 عاما. وفي تصريح أول من نوعه من إدارة جو بايدن التي أعطت الضوء الأخضر في السابق لخط الغاز "نورد ستريم 2"، قالت نولاند، أن قلق الإدارة مما يحدث في اوكرانيا دفع واشنطن للعمل مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي لإبطاء العمل في خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، معلنة عزم واشنطن التراجع عن اتفاقية أبرمتها مع الحكومة الألمانية السابقة، مرتبطة بخط أنابيب الغاز، إذا ما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا. من جانبه قال الكرملين أمس الأربعاء إن روسيا، التي تجري محادثات مع حلف شمال الأطلسي في بروكسل، لا توجه إنذارات نهائية في مفاوضاتها مع الغرب لكنها تحتاج إلى إجابات شافية فيما يتعلق بمخاوفها الأمنية. بدأت روسيا في طرح مطالبها الخاصة بالضمانات الأمنية في أوروبا على الدول الثلاثين الأعضاء بحلف الأطلسي في أعقاب المحادثات المكثفة التي عقدتها مع الولاياتالمتحدة في جنيف والتي لم تسفر عن حدوث تقارب في مواقف البلدين. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، ليس هناك ولا يمكن أن يكون هناك أي مجال لتوجيه إنذارات نهائية هنا. وأضاف "لقد وصل الوضع ببساطة إلى هذه النقطة الحرجة فيما يتعلق بالأمن في أوروبا والمصالح الوطنية لبلدنا... لذا لا يمكننا أن نؤخر أكثر من ذلك كما أن المخاوف التي عبرنا عنها تحتاج إلى إجابات شافية". وتأتي اجتماعات روسيا مع الغرب في إطار جهود لنزع فتيل أسوأ حالة من التوتر بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة والتي نجمت في الأساس بسبب خلاف يتعلق بأوكرانيا حيث تقول الولاياتالمتحدة إن روسيا ربما تخطط لغزوها وهو ما تنفيه موسكو. وقال بيسكوف إن روسيا مستعدة للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا شريطة الوفاء بالاتفاقات الحالية. وأضاف أن التدريبات التي أجرتها القوات الروسية بالذخيرة الحية والدبابات بالقرب من الحدود الأوكرانية يوم الثلاثاء ليست لها صلة بالمحادثات مع حلف الأطلسي. وتقول الدول الأعضاء في حلف الأطلسي إن الكثير من مطالب روسيا الواردة في مسودتي معاهدتين في ديسمبر غير مقبولة ومنها دعوات لتقليص أنشطة الحلف إلى مستويات التسعينيات والتعهد بعدم قبول أعضاء جدد. وردا على سؤال عن احتمال قبول عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي قال بيسكوف إن الحلف "أداة مواجهة" وإن أي توسع له يمثل قلقا لروسيا.