نكران الجميل من الصفات السيئة التي توجد في بعض البشر، والتكبر والتعالي على من دعمك في بداية مشوارك وفي أي مجال أبدعت فيه رياضياً أو ثقافياً أو فنياً. من الأشياء المعيبة حقاً، فحفظ الجميل والاعتراف بالفضل لا يزيدان صاحبها إلا سمعة ورفعة، فالتواضع والأدب هما أرقى الشيّم الإنسانية ولو وصلت يوماً لعنان السماء، وتوشحت بالنجوم توشحاً؛ فلا تجعلن نفسك تسوّل لك تعالياً على من أوصلك للقمة وجعلك ترتدي رداء الشهرة المزعومة، لا تجعلن التكبر والازدراء يسكن عباراتك الموجهة لذلك؛ فمهما بلغت فكن خير قائد لمحاسن الأخلاق، واجعل من يرى حروفك، ويسمع عباراتك يقف متأملاً لجمالها داعياً لك بالخفاء لا العكس. فالتعامل الإنساني قائم أساساً على التراحم والوسطية، لمن اتخذ الوسطية سبيله أخلاقاً وسلوكاً ومنهجاً فكرياً؛ فبعض الناس تهزمهم أنفسهم المتشبعة بداء التعالي، ذاك الداء المقيِت الذي يعد أسوأ الأمراض التي ما تصيب جوف امرئ حتى تفسده وتجعله يهوي سريعاً متناسياً جهد من أعانه، مخالفاً المبادئ والقيّم التي سرعان ما تختفي برفقة شعاراته المبدئية التي كان يشنف مسامعنا بها. أخيراً.. أوجه عتبي البالغ لفئة المتلقي، نعم للمتلقي (الفانز أو الداعم)؛ فأنتم يا سادة من أوصلتم فارغي المحتوى، وفقراء اللبّاقة والمضمون نحو الأضواء، أوصلتموهم حتى بالغوا في التكبّر ومن ثم همشوا جهودكم، وأضاعوا أوقاتكم الثمينة. ختاماً واختصاراً: قال الله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِكَ مَكْرُوهاً). الكبر مذموم، وإن طال الأمد فالخسران بالمرصاد فالتحليّ بالتواضع مكسب مدخر، وفوز مذخور.