تعد القراءة كنزا لزيادة المعارف، وإثراء لكسب الخبرات، وتطوير القدرات، ومحاربة الملل والقلق، فهي نافذة للعالم، ومقياس للتقدم الحضاري، وزهرة للتفاؤل، وهي الطريق الأول لمعرفة العلوم، وذلك مصداقًا من قوله تعالى:(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ). فالقراءة من العلم الذي ينير الطريق، ويكشف سبر أغوار الحياة، وقد عاد عليّ ذلك كثيرا، حيث كان الكتاب صديقًا ملازمًا لحياتي منذُ صغري، وكان والدي شغوفا ومحبا للقراءة مما أسس حب هذه الهواية الجميلة. فكانت الدراسة وطلب العلم الداعم الأول للقراءة في الكثير من الكتب، بالإضافة إلى التكاليف المفروضة من كتابة أبحاث وأطروحات علمية في مجال التخصص. كما أن الأزمات الاجتماعية صنعت لي محتوى علميا جديدا، فلجأت إلى كتب التنمية وتطوير الذات وكتب المرافعات القانونية وغير ذلك، مما خفف وطأت الضغط والتوتر النفسي. بالإضافة إلى ضغوط الحياة الأخرى كفقد ولد وغيره، حيث تزيح القراءة ما نشأ من ألم وزاد من حزنٍ. وقد صنعت القراءة هدفًا من التأليف تشكلت في أربعة جوانب ثقافية، الجانب التخصصي المنبثق من الكتابة النقدية والأدبية، والجانب الإبداعي الذي يرتبط مع التخصص في تقاطع رئيس، والجانب البلداني المتمثل في المكان الثقافي والجغرافي والمتقاطع مع التخصص في الشعر والنثر، ومن ذلك موسوعة الحصاة الشاملة الذي قد تتجاوز 10 مجلدات، والجانب الأخير التنموي والفكري ككتب النجاح وتطوير الذات وانعكس ذلك عليّ وعلى طلابي وأسرتي. وقد أضافت القراءة لي الكثير من التنوع الثقافي وتوسع مدارك المعرفة في إدارة الذات من تواصل وتعامل وتحمل، بالإضافة إلى تحديد الأهداف وزرع موهبة الطموح العلمي والإبداعي، وتجاوز العقبات وقت العسر بالقراءة حتى تدخل مرحلة اليسر التي تحصد نتاج قراءة العسر في هذه الأعمال الذي تجاوزت 15 كتابًا، وتحت الإعداد مشابها لها. * بروفيسور قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الطائف