أعلنت هونغ كونغ "الأربعاء" عن قيود جديدة صارمة للحد من فيروس كورونا ومنها حظر الرحلات الجوية من ثماني دول وإغلاق الحانات والنوادي الرياضية ومنع المطاعم من تقديم الطعام مساء، وذلك بعد رصد إصابات بالمتحورة أوميكرون على أراضيها. وتشكل هذه القيود ضربة اقتصادية جديدة للمدينة التي تعد مركزا تجاريا عالميا، وتسعى إلى تطبيق استراتيجية "صفر كوفيد" التي نجحت في إبقاء عدد الإصابات منخفضا لكنها عزلت الأهالي عن العالم. وعلى غرار البر الصيني، تطبق هونغ كونغ منذ تفشي الوباء تدابير من الأكثر صرامة في العالم، تشمل إغلاق الحدود فعليا وحجر صحي لأسابيع وعزل أماكن محددة وإجراء فحوص على نطاق واسع. سجلت هونغ كونغ 114 إصابة بأوميكرون حتى مساء الثلاثاء. ورصدت غالبية الإصابات في المطار أو خلال حجر إلزامي في الفندق مدته 21 يوما يُفرض على غالبية الركاب القادمين. وتبين أن تفشيا محدودا للمتحورة مرتبطا بموظفي شركة جوية في الأيام الماضية، واستدعى فرض قيود صارمة جديدة. وقالت المسؤولة التنفيذية للمدينة كاري لام للصحافيين إن مسؤولي الصحة يخشون الآن أن تكون المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى، تتفشى في المجتمع. وأضافت، "سجلنا حالات حُددت مصادرها لكن ليس مسار انتقالها". وستُحظر الرحلات الجوية من استراليا وكندا وفرنسا والهند وباكستان والفلبين وبريطانيا والولايات المتحدة، اعتبارا من منتصف ليل الجمعة ولأسبوعين. وأكدت لام أنه "لن يُسمح لرحلات الركاب من تلك الدول بالهبوط في هونغ كونغ، ولن يُسمح للأشخاص الذين أقاموا في تلك الدول بركوب طائرات متجهة إلى هونغ كونغ ومن بينها رحلات الترانزيت". من جانب آخر بدأت مدينة تشنغتشو في وسط الصين الأربعاء فحص سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة بعد تسجيلها بضع إصابات بكوفيد بينما أعلنت شيآن أنها "سيطرت" على بؤرة حديثة للمرض. وقالت سلطات المدينة في بيان الأربعاء إن كل السكان يخضعون لحجر جزئي ويجب أن يخضعوا لفحص "لكشف أي إصابات غير معلنة بين سكان" تشنغتشو التي سجلت فيها 11 إصابة في الأيام الأخيرة، بينها تسع بلا أعراض. وكانت الصين نجحت في القضاء على المرض على أراضيها إلى حد كبير منذ ربيع 2020، بفضل الإجراءات الصارمة، من فحوص كثيفة جدا إلى تتبع التحركات عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو حتى عزل أحياء بأكملها عند تفشي المرض. ولم تمنع هذه الإجراءات ظهور بؤر صغيرة لكورونا بقيت محدودة جدا مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى لكنها تثير قلق السكان في هذه الفترة التي تسبق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين التي تنظم من 04 إلى 20 فبراير. في تشنغتشو التي تشكل مفترق طرق لسكك الحديد والطرق البرية، فرضت السلطات حجرا على ثمانية أحياء تضم عشرات الآلاف من السكان. وكانت يوتشو وهي مدينة أخرى في هينان يبلغ عدد سكانها 1,2 مليون نسمة طلبت من المواطنين البقاء في بيوتهم بعد رصد ثلاث إصابات لأشخاص لم يظهر عليهم أي أعراض. وسبب التزام المدينتين الحذر هو قربهما من مدينة شيآن في مقاطعة شانتشي المجاورة حيث رصدت بؤرة غير مسبوقة للوباء منذ 2020 في الأسابيع الأخيرة. وأمرت السلطات بإجراء فحوص ل13 مليون ساكن وأجبرتهم على البقاء في منازلهم. وتحدثت وزارة الصحة الأربعاء عن 35 إصابة جدية فقط في المدينة، وهو أدنى رقم منذ منتصف ديسمبر.