ثلاث مباريات لعبها الهلال بعد عودته من المهمة الآسيوية التي أنهاها بنجاح، بالفوز والتتويج بكأسها والمشاركة الثانية في بطولة كاس العالم للأندية للمرة الثانية من الملعب في آخر ثلاثة مواسم رياضية، ومنذ عودته للأجواء المحلية بقي الزعيم عالقاً في 23 من شهر نوفمبر الماضي، ولم يتمكن من ترك أي بصمة تذكر خلال هذه المباريات المؤجلة بتعادلين ضد أبها والفيحاء، وخسارة من غريمه التقليدي نادي النصر بثنائية نظيفة. السقوط المحلي المتكرر ترك العديد من الأسئلة والاستفهامات حول أسبابه، كما أزال الستار عن العيوب الفنية والتكتيكية التي أخفاها الإنجاز الآسيوي في الفترة الماضية، حيث بدأت أصابع الاتهام تتجه للجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي جارديم، الذي لم يتمكن من استغلال الزاد البشري الذي يمتلكه، ومجموعة من النجوم على مستوى اللاعبين والمحليين يعدون من الأبرز في الأندية المحلية. فمنذ بداية الموسم الرياضي ومن خلال الجولات الماضية، واجه الهلال صعوبة كبيرة في الفوز والانتصار حتى في المباريات التي حسمها لاعبوها في اللحظات الأخيرة من وقتها، باجتهادات ومهارات فردية تحسب لهم بعيداً عن عمل المدرب الذي لم يحرك ساكناً في أغلبها، حيث يلعب الفريق وكأنه منقوص العدد بسبب عدم التوظيف الجيد للاعبين كل حسب إمكانياته، والخانة التي يجيد اللعب فيها ويقدم فيها المستوى المطلوب منه، كما ظهر جلياً في آخر ثلاث مواجهات دورية فقد فيها الهلال 7 نقاط كفيلة بتربعه على صدارة ترتيب جدول الدوري مع بقاء مباراة رابعة مؤجلة ضد منافسه الأول على البطولة نادي الاتحاد. ومن وجهة نظر خاصة يفتقد المدرب البرتغالي لجوانب المهارات النفسية في تعامله مع نجوم من الصف الأول في الدوري السعودي، أمثال بيريرا وسالم وفييتو وكاريلو وغيرهم، ولعل اللقطة المتداولة لامتعاض النجم البرازيلي بيريرا من تبديله في مباراة الديربي الأخيرة ضد النصر خير دليل على ذلك، إذ ليس من المنطقي أن يتعامل المدرب مع لاعبين كبار كما يتعامل مع ناشئين في الفئات السنية بإملاء كامل الواجبات الفنية والتكتيكية عليهم، وعدم استشارتهم في المركز والخانة التي يفضلون اللعب فيها، لذلك وجب التنويه إلى أن إجادة مهارات العوامل النفسية لا تقل أهمية من الإمكانات الفنية والتكتيكية للمدربين، وفي الحقيقة هذا لا يعد تبريرا لتصرف بيريرا أو غيره من اللاعبين، ولا البحث عن كبش فداء للمستوى الهزيل الذي ظهر به الفريق في الفترة الماضية، ولكن لتوضيح بعض الجوانب التي قد تخفى على المتابعين ولا يتم التركيز عليها، وقد تؤدي إلى انهيار منظومة متكاملة بسبب عناد أحد أطرافها. صحيح أن الصرامة مطلب مهم لتسيير العديد من الجوانب في الأندية، ولكن يجب أن لاتكون على حساب استقرار النادي، ومكتسباته التي اكتسبها بعمل تراكمي جعله في مقدمة أندية القارة الآسيوية، ومن أفضلها فنيا على مستوى الأداء والنتائج. عبدالله التركي