يبدو أن الاتحاد في طريقه الصحيح لإعادة أمجاده وفترته الذهبية عندما كان لا يغيب عن المشهد البطولاتي خاصة عن الدوري السعودي، فكان يحل إما بطلاً أو وصيفاً، وعندما كان يكتسح أندية القارة بخماسيات وسداسيات وسباعيات توج من خلالها بلقبين متتاليين في دوري أبطال آسيا 2004 و2005، جعلت منه رقماً صعباً وكبيراً على المستوى القاري بأكمله، فبالنظر لتشكيلته الحالية نجد أنها تزخر بالنجوم من العيار الثقيل ولديه عمود فقري على أعلى مستوى وهو الأفضل من بين الفرق السعودية بوجود أفضل حراس الدوري قروهي، وأمامه الدولي المصري أحمد حجازي، وبثنائية عبدالإله المالكي وكريم الأحمدي في منطقة المناورة، وفي الأمام الرائعان كورونادو ورومارينو، وفي خط المقدمة المنتقل حديثاً حمدالله. هذه التشكيلة الثقيلة فنياً وعناصرياً قادرة على العودة بالفريق لأمجاده وبطولاته محلياً وقارياً تحت قيادة مدربه الجيد كوزمين كونترا، سيما وهو يقدم مستويات كبيرة ورائعة وما تبوء الفريق صدارة ترتيب الدوري إلا دليل على العمل الفني والإداري الكبير في «الإتي» وتطوره الملحوظ في هذا الموسم، وهو الذي كان قبل موسمين يقبع في مؤخرة الترتيب، ولكنه كعادة الفرق الكبيرة لا يطول غيابها ولا تستمر نكباتها، عاد من الباب الكبير وها هو يتصدر المشهد في الدوري المحلي، وبحصيلة الأكثر نقاطاً والأكثر تسجيلاً والأقل استقبالاً للأهداف جعلته (نمر ون) من بين فرق الدوري حتى الآن، فضلاً عن كونه ينافس على بطولة كأس الملك ومتأهلٌ للدور ربع النهائي والطريق سهل أمامه للوصول لنهائي البطولة، ومن خلف هذا الفريق القوي يقف الجمهور العريض والمدرج الكبير الذي يثبت في كل موسم أنه الأكثر حضوراً والأقوى تأثيراً على أداء الفريق وهو السند الحقيقي والداعم الأول للفريق، حالياً اكتملت المنظومة في «الإتي»، جهاز فني جيد، وإدارة جيدة، ولاعبون جيدون، وجمهور يحضر ويؤثر، ولم يتبق إلا توفيق الله عز وجل. ورغم ما تعرضت له إدارة أنمار الحائلي من انتقادات لاذعة طالته ومجلس إدارته لكنه أثبت نجاحه من خلال العمل الجبار الذي قام به واستطاع من خلاله النهوض بالفريق واستعادة بريقه وتوهجه باستقطابات مهمة ورائعة بعيداً عن الازدواجية في أدوار الأجانب كحال بعض الفرق، حيث نجده يستفيد من كل عنصر أجنبي أيما استفادة، وكذلك في البحث عن ما يحتاجه الفريق من دون الدخول في مزايدات وتخريب للصفقات فقط من أجل الشو الإعلامي والانتصار الوهمي. لا شك أن عودة «الإتي» لمكانه الطبيعي سيثري الدوري السعودي والبطولات المحلية ككل، فهو قوي فنياً وإعلامياً وجماهيرياً، وله حضوره المختلف وتوهجه المميز الذي لا يشابهه غيره، وهذا ما ينعكس إيجاباً على الرياضة السعودية وقوة المنافسة فيها، وسيجعل لها رونقاً خاصاً يضفيه هذا النمر الكبير، وأتوقع أنه سيخرج ببطولة على الأقل هذا الموسم معلناً عودة الكبير لموقعه الاعتيادي في المقدمة، ومسترداً مكانه، ومزيحاً من استغل فترة غيابه من الفرق كثيرة الرعد قليلة الماء عن مواقعهم المؤقتة، فالنهر لا يجري مرتين. العنصر الأجنبي بات علامة فارقة