شعر المحاورة (القلطة) هو فن من فنون الشعر الأدبية وله جماهيره العريضة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدايته كانت من الحجاز ثم امتدت للمناطق الأخرى في الجزيرة العربية. وله عدة مسميات مختلفة بحيث تختلف أسماؤه من منطقة إلى أخرى ومنها (المحاورة، الردِّية، القلطة). يعتمد شعر المحاورة على سرعة البديهة لأنه شعر مرتجل يدور بين شاعر وآخر مباشرة في زمان ومكان واحد، وهو أيضاً شعر غنائي يؤدى على لحن معين أو طرق معين ونستطيع أن نسميه كل كلام موزون مقفى له معنى ينشد ارتجالاً بين اثنين على الأقل ويعتمد على الفتل والنقض في حينه. لذا يحتاج إلى سرعة البديهة والفطنة والفتل والنقض أهم اصطلاحين في شعر المحاورة. الفتل: من فتل الحبال فيها استعارة ويقصد بها بدع أو نظم البيت الأول وهو إبهام المعنى والرمز له بشيء وفي اللغة هي التورية وهو ذكر حالة وصفية لشيء والقصد به شيء آخر. النقض: وهو حالة الوصول إلى المعنى الذي أراده الشاعر والقيام بوصفه بطريقة تورية ويضع نفسه الناقض محل المدافع أو محل الناقد والمحاورة يجب أن تكون ذات معانٍ سامية سواء عن الساحة الشعرية أو أي غرض آخر وذات مواضيع هادفة والأفضل أن يكون المعنى رمزياً مدفوناً ويعتمد على ذكاء الشاعر وسرعة بديهته. إلا أن بعض المحاورات في الآونة الأخيرة خرجت عن السياق المعروف وأصبحت سبباً لبعض النعرات القبلية والشتم والسب والذم المباشر ونزول إلى الحضيض كما يقال، بل وصل بهم الأمر إلى القذف غير المبرر ولقبيلته ولدياره واتهام الشاعر لمن يحاوره أنه قليل المبادئ وقد يصل الأمر لاتهامه في عقيدته -والعياذ بالله- وهذا يلزم من يهمه الأمر أن يضع خطوطاً حمراء لا يتجاوزها شعراء المحاورة، وهذا ليس تقييداً لشعر المحاورة بل تنظيم للابتعاد عن ما يوغر الصدور ويثير النعرات القبلية ويخرج هذا الفن العريق من الشعر عن مساره الصحيح المعترف به قديماً وحديثاً وحتى لا تؤثر تلك المحاورات على اللحمة الوطنية التي تميزنا بفضل الله تعالى في هذه البلاد عن غيرنا جميعنا أسرة واحدة حكاماً وشعباً في بلد الخير والنماء والعطاء. عبدالمطلوب مبارك البدراني