نظّمت وزارة البيئة والمياه والزراعة ورشة عمل حول مستقبل الطلب على المياه في الرياض، وذلك ضمن أعمال وخطط العرض والطلب على المياه بالمملكة، ووفق الزيادة المتوقعة في عدد سكان العاصمة خلال السنوات القادمة. حضر الورشة التي عُقدت في مقر الوزارة في العاصمة الرياض مسؤولون من وكالة المياه وشركاء الوزارة في قطاع المياه، شركة المياه الوطنية والمؤسسة العامة للري، وبالإضافة إلى مسؤولي الهيئة الملكية لمدينة الرياض. وفي كلمة لمعالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي خلال الورشة، أوضح أن الوزارة أعدت خطة العرض والطلب طويلة المدى على المياه في القطاع الحضري لكامل مناطق المملكة، بما فيها مدينة الرياض، وذلك اعتماداً على المعطيات الحالية للنمو، والتي تنعكس على تخطيط المشاريع لكامل سلسلة الإمداد في دورة تخطيط تمتد ل(48) شهراً، لافتًا إلى أن هذه الخطة سيتم تحديثها وفق مستقبل الطلب على المياه في مدينة الرياض. وأكد الوزير الفضلي على ضرورة التنسيق بين الوزارة والهيئة لتخطيط احتياجات المياه، وتحديث المستهدفات وزيادة موثوقية البيانات، على أن تتسم الخطة بالمرونة الكافية لتستجيب للمراجعات الدورية من المخططين، مع أهمية التوافق على التوزيع الجغرافي والزمني للتوسع السكاني والنمو العمراني في مدينة الرياض، الذي سينعكس على خطط العرض والطلب على المياه في السنوات القادمة. من جانبه، قال وكيل الوزارة للمياه الدكتور عبدالعزيز الشيباني: "إن الوزارة وشركاءها في مختلف الجهات المعنية بالمياه تعمل على تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للمياه بزيادة نسبة تغطية خدمة المياه والصرف الصحي في جميع مناطق المملكة. وأضاف الدكتور الشيباني خلال افتتاح الورشة، أن الوزارة أعدت خطة العرض والطلب على المياه في المملكة حتى عام 2050، التي تعد دليلاً تنفيذياً لإدارة قطاع المياه واستدامة الإمدادات بجودة عالية خلال الفترة المقبلة وفق منهجية علمية تأخذ في الاعتبار العوامل المحددة للطلب على المياه، وتلبي الاحتياجات الحضرية والزراعية والصناعية الحالية والمستقبلية، وتركّز على تعزيز وتنمية الموارد المائية واستدامتها، وتقدم حلولاً مبتكرة لتحديات قطاع المياه. وخلال الورشة، عرضت وكالة المياه خطة الوزارة للإمداد والطلب للاستخدام الحضري، وخطة العرض والطلب على المياه المجددة (المعالجة) لكافة مناطق المملكة، والتركيز على مدينة الرياض. بدورها، قدّمت شركة المياه الوطنية عرضاً للخطة الاستراتيجية لخدمات المياه والصرف الصحي بمدينة الرياض حتى عام 2050، ذكرت فيها أنها ركّزت على أمن الإمداد المائي عن طريق تأمين أكثر من مصدر للتغذية (مياه جوفية - تحلية) لرفع الجاهزية واستمرارية الأعمال. ونوهت الشركة إلى أن مدينة الرياض تعتمد في الوقت الحالي على 3 محطات للصرف الصحي جنوب العاصمة تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 1.5 مليون متر مكعب يومياً، موضحة أن الاستراتيجية المستقبلية تعتمد على تنفيذ 15 محطة معالجة حول المدينة لمعالجة 2.6 مليون متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي حتى عام 2050. إلى هذا، تطرق مسؤولو المؤسسة العامة للري إلى المخطط الاستراتيجي العام لإعادة استخدام المياه المعالجة (المجددة) بمدينة الرياض، مشيرة إلى أن المشاريع المستقبلية تشمل مشروع إعادة تأهيل الخط الناقل للمياه المعالجة من محطة منفوحة إلى العمارية، ومشروع إنشاء الخط الناقل لتوصيل المياه المعالجة من محطة هيت ومن محطة الحائر.