انتشّرت قنوَات قراءة الفنْجَان وتوَافقَات الأبراج الفضائية بل أصْبحت تشّكل جزءًا لا يمكن إنكاره من ثقافة مجتمعاتنا، وبات كثيرون يعتقدون أنْ هذا هو المؤشر الذي سينطلق منه يومه، فإذا قرأ أن حظه اليوم تعيس تجده مكتئباً طوال الوقت حزيناً وينعكس ذلك ليس على نفسه فقط بل على بيته إذا كان متزوجاً وعلى زملائه في العمل وعلى كل من يقابله. إنني لا أدعي أن هذه المقالة ستُنهي تلك الظاهرة وإدرك تماماً أن لهذة المسالة جذور تاريخية في جميع الثقَافات فيكفي أنْ تعلم أن كلمة «كارثة» من كلمة disastro الإيطالية، المشتقة من البادئة dis- وكلمة «star» اللاتينية، وهي تعني «منحوس» طبقاً لموقع ويكيبيديا. ينظر العلماء المعاصرون مثل ريتشارد دوكينز، وستيفن هوكينغ إلى التنجيم بوصفه غير علمي، كما وصف أندرو فرانكوني من الجمعية الفلكية في منطقة المحيط الهادئ التنجيم بالزائف. في عام 1995 قام باحثان ألمانيان من جامعة جورج أوكست بإعداد بحث رداً على إدعاء مناصري التنجيم في تشابه مصائر التوائم وأثبتا أن النتيجة الكلية لنسبة التوقعات المطابقة عند المنجمين لم تكن تختلف عن الصدفة. علينا الحذر من هذا الخطر وألا نقول أنه مجرد ترفيه لا اعتقاد، فأبناؤنا الصغار لا يعلمون ذلك وعند توعيتهم يكون الوقت قد فات. إن خطر تلك الظَاهرة يزداد خاصةً لأن بعض الناس احترفوها لأنهم ليس لهم عمل وبَاتت مهنة من لا مهنة له فهل تعتقد أنهم سيتخلون عنها من أجل أي شيء أو أي شخص. أرجو أن تتنبه الدولة لهذا الخطر وتعالجه بالعلم والبرامج العلمية والدينية الصحيحة الموثوقة.