لم يحظ أي نادٍ سعودي في السنتين الأخيرتين بضخ مالي كما حظي به نادي النصر، وذلك من أجل الحصول على البطولة الآسيوية التي لم يحظ بها طوال تاريخه، وخاصة بعدما وضعه شقيقه وغريمه التقليدي نادي الهلال في موقف محرج بعدما حصل على البطولة الآسيوية بنسختها الجديدة، والتي طالما ردد الجمهور النصراوي في حقه هذه العبارة «العالمية صعبة قوية» أما الآن أصبح الجمهور الهلالي يردد «الآسيوية صعبة قوية» فكما تدين تدان. وإذا ما أتينا لنشخص أسباب الإخفاق النصراوي رغم هذا الدعم المالي الكبير، وامتلاكه أفضل اللاعبين الأجانب المدعومين بدكة احتياط هي الأبرز على مستوى أندية المحترفين، نجد أن هناك عدة أسباب سنتطرق لها لاحقاً، ولكن السبب الرئيس الذي يبدو واضحاً للجميع ما عدا الإدارة النصراوية وبعض المطبلين لها والمفاخرين بصفقاتها، رغم أن الجماهير النصراوية لا تهمها جودة هذه الصفقات ما لم تكن سبباً في تحقيق البطولة المستعصية على ناديها منذ تأسيسه. فالإدارة النصراوية وبكل أسف بنت الهدف من صفقاتها على إغاظة المنافسين بخطف الصفقات التي يريدون التعاقد معها والتفاخر بذلك، ولم تبنها على المراكز التي يحتاجها ناديهم، فهل يعقل رغم كثرة الصفقات التي أبرموها سواء محلية او أجنبية أن ناديهم مازال يعاني من الضعف في ثلاثة مراكز، وهي الحراسة والظهير الأيسر وأيضاً قلب دفاع متميز يستطيع قيادة وتنظيم الخط بأكمله داخل الملعب، ولعل من أهم أسباب حصول النصر على بطولة دوري 14 و15 وجود حسين عبد الغني كقائد داخل الملعب، وأكبر دليل على هذا التخبط هو الاستغناء عن بتروس صاحب المجهود السخي ومن يبث الروح العالية لدى اللاعبين بأنسيلمو، وذلك من أجل التفاخر بخطفه من ناد آخر. والغريب أنه عندما يظهر بعض أبنائهم المخلصين من اللاعبين القدامى وينتقدون صفقاتهم، يشنون عليهم حرباً شعواء، ويعتبرونهم أعداء للنادي. أما السبب الآخر الذي أرى أنه لا يقل أهمية عن سوء اختيار الصفقات هو الإصرار على التمسك باللاعب المغربي حمد الله رغم زيادة وزنه وانخفاض مستواه، وهناك شبه إجماع من الإعلاميين بمختلف ميولهم بأن اللاعب حمد الله هداف متميز، بينما أنا أرجع تميز اللاعب حمد الله كهداف إلى مجهودات مواطنه مرابط، والذي أرى أنه صاحب الفضل الأكبر في حصول النصر على بطولة الدوري الاستثنائي، فلما ساءت العلاقة بينهما هبط مستوى الاثنين معاً، لذا لن تعود روح النصر التي عهدناها فيه إلا بمغادرة هذا اللاعب، أو وضعه في حجمه الطبيعي كسائر زملائه، فالتمسك به والإكثار من الثناء عليه من باب إغاظة الآخرين فهو من اللعب خارج الملعب، ولن يفيد ناديهم في شيء. لذا أرى أن تمسك النصر بحمد الله في الوقت الماضي من أهم أسباب إخفاقاته لسببين: الأول: حجزه للخانة رغم هبوط مستواه، وعدم الرضا باستبداله. الثاني: وهو من وجهة نظري الأهم، أنا كلاعب نصراوي يحزنني أن أبذل قصارى جهدي وإذا ما حصل فوز نسب للاعب المدلل حمد الله، والذي يرى في نفسه أنه أكبر من الجميع بتعاليه علينا، وأنه لدى الإدارة الكل في الكل، ولا أستبعد أيضاً دوره في إقالة بعض المدربين، فالتواضع وحسن الخلق من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المهاجم، حتى يتفانى زملاؤه في تهيئة الفرص الناجحة له، بل إن بعضهم يكون قادراً على التسجيل ولكن يؤثرونه بها، لذا نرى حمد الله كان يحاول أن يخلق فرصه بمجهوده الشخصي لشعوره بعدم جديتهم بالتعاون معه، والحمد لله أنهم تنبهوا لهذا الخلل فقاموا بفسخ عقده. ومن أهم الأسباب الرئيسة أيضاً في الإخفاق الحالي كثرة الأعضاء الذهبيين في النادي، والذي يعده البعض مفخرة، بينما هو في الحقيقة معضلة، وذلك لوضوح دورهم في التخبط الإداري الذي يعيشه النادي حالياً، والحل الأمثل لهذه المعضلة أن يتم ربط رئيس النادي بالرمز الداعم مباشرة، أما العضو الذهبي فإن كنت تدعم كمحب لناديك فأهلاً بك، وإن كنت تدعم لكي تتدخل في تسيير أمور النادي فشكراً لك، وبعدها سنرى كم سيبقى منهم. وهناك أسباب كثيرة أزلية ومتغلغلة في الفكر النصراوي، وسبق أن تطرقت لبعضها في مقالات سابقة، ولن يتغير حال النصر ويصبح طرفاً ثابتاً في المنافسات المحلية والخارجية ما لم يتخلص منها، منها على سبيل المثال: عدم الاعتراف بتفوق المنافسين، وأيضاً عدم الاعتراف بأي هزيمة بسبب سوء مستوى لاعبيهم، بل يبحثون عن أي سبب لكي يلصقوها فيه وخاصة التحكيم، وإذا لم يجدوا لها سبباً ألصقوها بالمدرب وأقالوه.أما مستوى لاعبيهم وإعدادهم النفسي وروح المحبة والألفة بينهم فما شاء الله تبارك الله! أما المبرر الوحيد الذي قد أشاركهم الرأي فيه فهو الاحتجاج بسوء الطالع، فإن كنتم تؤمنون به فابحثوا عن أسبابه. همسة: إلى صاحب الإحصائيات المنتقاة في بعض القنوات، ثق بأنك بهذا التقليل لن تستطيع تزوير التاريخ، ولكن ستضع نفسك في محل تهكم وسخرية الآخرين.