المحافظة على هوية المكان والزمان، والالتزام بعناصره الجمالية مع أعلى معايير الاستدامة. كم هي لحظة سعيدة لكل مهندس سعودي ممارس في مجالات العمارة والتخطيط بمناسبة إطلاق مبادرة «ميثاق الملك سلمان العمراني» بعد أن كشفت هيئة فنون العمارة والتصميم يوم الأمس الخميس (26 ربيع الآخر 1443 ه الموافق 01 ديسمبر 2021 م) في حفل بقصر طويق الحي الدبلوماسي مدينه الرياض التفاصيل التي اقترنت بمجموعة من فلسفة القيم الأساسية العمرانية ابتداء من الأصالة إلى الاستدامة ومروراً بالاستمرارية ومحورية الإنسان وملاءمة العيش والابتكار. لا شك أن العمارة السليمانية في هندسة العمارة والمجمعات الحضرية يؤسس بيئة عمرانية خصبة للإبداع والابتكار من منطلق تعزيز إطار يحدد مكتسبات الهوية العمرانية المحلية لجميع مناطق المملكة والمحافظة على الموروث الثقافي والإنساني العريق للمملكة العربية السعودية منذ منطلق محطات الازدهار الذي شهدته التنمية السعودية في سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله. في حين أن الميثاق لم يغفل أهمية فسح المجال بتوثيق قائمة من الشركاء المحترفين وعلى جميع المستويات من أصحاب المصلحة بالتعهد الأخلاقي بالحفاظ على القيم ومستقبل الاعمال من أجل أن يعكس المشهد الحضري ما يتمتع به من رفاهية وأمن واستقرار للذاكرة الإنسانية للمجتمعات الحضرية السعودية. يحقق الالتزام الدولي «عدم ترك أحد خلف الركب.» تتضح لنا معالم الميثاق في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان «إننا نرى العمارة شاهداً على تاريخ هذه البلاد المباركة، وإطلاق هذا الميثاق يعد تجسيداً للجهود العمرانية التى تمت، ولثقافتنا وإصابة هويتنا، وسيساهم بإذن الله في توحيد الجهود المستقبلية للوصول لتنوع الحلول والإبداع العمراني المستوحى من عمق ثقافتنا». حيث إن إبراز الأعمال العمرانية المميزة أسوة بالأدب والعلوم والفنون والرياضة والفروسية بالميثاق غير المسبوق بقيم تنافسية يحقق الرقي بالمشهد الحضري السعودي من أجل الطبيعة في عهد المساواة محل إعجاب. نتطلع من الميثاق «السلماني» الكثير في تحقيق إطار ومنهج علمي يجمع الفنون والأدب والبيئة في قالب موحد يحتوى على العديد من الأهداف التنمية المستدامة والغايات المنشودة والمهام المأمولة في نقل المعرفة العمرانية من جيل إلى جيل، وأن يكون الإشراف البيئي والإنساني محور اهتمام الميثاق كما هو كذلك. الإفصاح بأن المحافظة على هوية المكان والزمان، والالتزام بعناصره الجمالية مع أعلى معايير الاستدامة في ختام كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحققه «من خلال تأصيل نهج العمارة السلمانية والالتزام بالقيم الأصيلة التي غرسها خادم الحرمين الشريفين في مسيرة التنمية الوطنية، تم التأسيس لميثاق الملك سلمان العمراني كمرحلة جديدة من النهضة العمرانية عنوانها المحافظة على هوية المكان وثقافته، والالتزام بعناصره الجمالية، وبروحه المتوائمة مع أعلى معايير الاستدامة التي تدعمها بلادنا، منذ البدايات والى يومنا هذا». إن السعي لتسجيل هوية عمرانية سعودية مميزة لا مثيل لها من المكان والزمان التى احتضنها من أجل الطبيعة يتطلب مزيداً من التعاون لنتمكن من أعمال معمارية إبداعية وابتكارية بحلول مناخية مبتكرة ذات تفكير مستقبلي يحقق أهداف التنمية المستدامة... والحق يقال إن هيئة فنون العمارة والتصميم والفريق المذهل يستحق الإشادة والثناء.