قلق..

وجَعُ أرقٍ.. ياسيدي
وشباكُ بارد
ككهلٍ في أرذل العمر
وشيطاني المريد ..
يريدُ الفتك بأضلعي ..
قلق .. قلق .. قلق
أجترّ خيبات الحلم وألصقها في ذاكرة
نومي الفوضويّة ..
فأحتضن أرائك التفكير ..
وأنام مُتعبة .. على وسادة الشتات..
كنتُ أظُن أنّ رِحم الفرح سيُنجب ُ
فراشات النّور .. وغيمات السرور ..
فأفرُحنِي .. وأُمسكُ بقلَمْ ضحكاتي ..
وأكتُبني في صحيفة الودق ْ
امرأةٌ من خزف ..
غاب عنها السّدف ..
ثم تشاءُ أراعيلَ السّماء..
أنْ تُمطر على رأس الورق ..
سواداً يغشى الشّارع السرمدي ..
ويُبللّ معطفُ الاستكنانُ ثمُ يُغرقُه ..
كنتُ أراهِنُ علىَ لحظةٍ من الامتلاء
وسدْ فجوة اشتهاء الفكرة المُظلِمة ..
فأقسمَ القدر أن
يجعلني في حبائل
الوصبِ مُتعثّرة ..
أخيطُ سرابيل القلق وابتاع أرغِفة التوثّب
على أرفُف التُعساء..
اخُتلي بذاتٍ سقطت في حشرجة بُكاء..
وأستمع إلى سمفونية ٌ هشّة ..
أكادُ أن ْأنامَ بعدهاُ
وأستفيقُ على قلق ..
الظنونُ القاتلة سلبت
من بُستان
نشوتي العطر .. والعَبق ..
ياسيدي .. ألستُ أنا ذات فرح
طِفلة الأمان .. والطمأنينة ..
حوريّةُ القُبطان والسفينة ..
فِلمَ ارتفعت في جزيئات مُخي
بورصة الأرقَ؟
ولِمَ هَبِطتْ أشرِعَةُ الارتياح
.. ثم مالت نحو شطآن الغَرق..؟
اتكئ على عصا الحرف فأهشُ بها
حديث عقلي الأسود .. ولكنني يا سيدي
أمتلكت هوية قَلقْ.. خلف قضبان الأرق
فأظنني واحتضنني بقايا نوم البارحة ..
وتمتمات الغسق ..
الشُبّاك الموصد رسمت
عليه خيوط العنكبوت
مِئةَ فِكرة غاضبة
أو يزِيدون .. هذا العالم
والأرائكِ والمكانُ والغُرفة ..
ياسيدي .. قلقٌ .. قلق .. قلق ْ..