جاؤوا من الحلمِ، أم جاؤوا من الأرقِ إنْ أَقبَلَ الصُّبحُ يَقتانون من عَرَقي قَضَوا على الطِّينِ، حتى قامَ آخِرُهم في زحمةِ الطينِ ما يغني عن الغَرَقِ بَنَوا مِن الحُزنِ ما لَو قُمتُ أَهدِمُهُ لضاع عمري، وغير الحُزنِ لَم أَذُق وفي انحناءةِ ظِلِّي، رعشةٌ عَبَرَت إلى الحنايا، أقامَت صَحوةَ العَلَقِ هنا طريقي، هناك الدَّربُ يَغمِزُ لي وحدي، أَجُرُّ حِبال التِّيهِ في طُرقي ذكراهمُ في دَمِي، لَو قطرةٌ سَقَطَت على دروبِ النَّوايا، أدرَكَتْ قلقي يَهُزُّني ظِلُّهُم مُذ كنتُ مُنتَبِذاً أقصى السَّماءِ، أَلُمُّ النَّجَمَ في الغَسَقِ لَم تَأتِ ذاكرةُ الأسماءِ حين أَتَوا لم أبكِ إلا اشتهاءَ الجِيدِ للعَبَقِ بِأَيِّ آلاءِ قَلبي كَذَّبوا لُغَتي حاءٌ وباءٌ، ونبضٌ بَعدُ لَم يَثِقِ يَوماً أَراهُم وفي أَحداقِهِم مَطَرٌ يوماً أَرى الغَيمَ مَصلوباً على الحَدَقِ مُنذُ التَقَينا.. أرى الأقدارَ تَرمُقُنا من أَوَّلِ الحُبِّ، كُنَّا آخِرَ الرَّمَقِ كيف التَقَينا على شَمسٍ وأغنيةٍ؟! كيف افتَرَقنا، على أُرجُوحةِ الشَّفَقِ؟! أُحِبُّهم، لستُ أدري! كُلُّ قافيةٍ كَتَبتُها عَنهُمُ ضَلَّت عَن الوَرَقِ!