كما كان صوت ماجد سرحان المميز يأتينا قبل عقود عبر أثير ال BBC (أعلنت دقات ساعة بيج بن الثامنة بتوقيت غرينيتش التاسعة بتوقيت بريطانيا الصيفي) جاءتنا دقات ساعة الهلال معلنة الثامنة آسيويا الرابعة بتوقيت أبطال الدوري، وقبل 30 عاما بالتمام والكمال قاد الهلال الفرق السعودية إلى نادي البطولات الآسيوية ليكسر حاجز الخوف والهيبة منها وسارت معه بعض الأندية السعودية، منها من أعياه المسير.. ومنها من تاه الطريق.. ومنها من ما زال يأمل الوصول.. سباق ماراثوني يحتاج لياقة عالية وفكرا نيرا وعملا مؤسسيا، كان الهلال الأقدر وكان الهلال الأكفأ وكان الهلال الأجدر فدانت له البطولة وكانت له السيادة والتفرد بالزعامة.. كان زعيما محليا فنقل الزعامة معه قاريا بطولات لم تأتِ من فراغ ولم تكن حديث مجالس ولا (سوالف) استراحات.. بطولات اعتمدها الاتحاد الآسيوي وأقرها الاتحاد الدولي والصدق ما شهد به المنافس ولا أقول ماشهدت به الأعداء. الهلال - سادتي الكرام - لم يعد ذلك الفريق الذي يلعب ليفوز أو ينزل الميدان لينتصر لكنه فوق ذلك يعزف فيبدع وينشد فيطرب.. اللاعب الهلالي يستمتع ويمتع فيكون للفوز مذاقه ونكهته المميزة هذا زمان الهلال - يا سادة - (زمانك بستان وعصرك أخضر). أيها الهلال يا من (دخلت على تاريخنا ذات ليلة فرائحة التاريخ مسك وعنبر) لامست أماني جماهيرك وتطلعاتهم فصارت جداول وأمطرتهم بطولات وما زلت تمطر فأنت أبو البطولات وأنت وقودها وأنت انبعاث الأرض أنت التغير عندما يلعب الهلال - أيها السادة - تورق الكروم وترقص الأضواء كالأقمار في نهر عندما يلعب الهلال ينبت العشب ويهطل المطر ف (الهلال قصيدة جميلة مكتوبة على القمر الهلال مرسوم على جميع أوراق الشجر الهلال منقوش على ريش العصافير وحبات المطر) . قبل سنتين عندما فاز الهلال بالسابعة بعد أن استعصت عليه عقدين من الزمن كان الهلال خلالها يحاكي البطولة يلامسها حينا وتتمنع حينا آخر كتبت: (مذهلة ما هي قصة بطولة لولا أن الفوز فيها بحد ذاته مشكلة) مبحرا في ثنايا القصيدة واصفا حال الهلال. واليوم يخاطبها الهلال: (قلتي لي انسى ومن يومها وانا كل ليلة قدامي البرواز حبيبتي ما بيدي حيلة لاصرتي الصورة وعيوني البرواز) نعم ما في اليد حيلة.. فهذا قدر الهلال أن يكون ممثل الكرة السعودية المعتمد وسفيرها المفوض فوق العادة. استعصت عليه فعرفته وعشقته فجاءته الثامنة مشتاقة إليه تجرر أذيالها فكأنها لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها، لأنه الهلال في الهلال - سادتي الكرام - كل شيء يتغير إلا (الهلال) تتغير الإدارات وتتبدل الأجهزة الفنية والإدارية يذهب لاعب ويجيء آخر ويبقى الهلال البطل الثابت الذي لا يتغير، إنها الثقافة المتوارثة جيلا بعد جيل لا جيلَ ذهبيا في الهلال بل كل أجيال الهلال ذهبية، 63 بطولة في 64 عاما من عمره المديد بل خلال 61 عاما من دخوله عالم البطولات عام 1961 لذلك كتبت ذات بطولة (إنهم يبتسمون في كل عام مرة أو مرتين) الهلال لم يعد فريقا يرفع في الملعب الكأس، لكنه أصبح ناديا في كل محفل يرفع الرأس. الهلال لم يعد كيانا يحقق البطولات ويصعد المنصات، وما كتبته صحف العالم في مختلف القارات عن هذا الإنجاز وما صرح به سفراء الدول الأجنبية ولاعبوه الأجانب عبر منصات التواصل يؤكد أن الهلال قد تجاوز ذلك وأصبح (قوة ناعمة) وذراعا مهمة في تحقيق رؤية 2030 وجودة الحياة. وفقرة مهمة في (موسم الرياض) الهلال - سادتي الكرام - هو صاحب السعادة بل صاحب المعالي الرياضية. والله من وراء القصد. عبدالله الضويحي