بريت ماكغورك: ندرك خطورة النظام الإيراني ومستعدون لردعه لويد اوستن: التواجد الضخم لجيشنا في الشرق الأوسط يؤكد أهمية المنطقة بالنسبة لنا وهو أمر لن تغيّره أي استراتيجيات مستجدة قامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الآونة الأخيرة بجملة من الزيارات إلى الشرق الأوسط، بهدف استعادة ثقة الحلفاء بالولاياتالمتحدة في ظل رغبة واشنطن الحفاظ على وجودها في الشرق الأوسط. وحول ذلك قال العقيد ديفيد ويتي، وهو ضابط متقاعد من القوات الأميركية الخاصة ومستشار سابق لقوات مكافحة الإرهاب: "تصريحات كل من لويد اوستن، وزير الدفاع الأميركي، وبريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الاوسط في البيت الأبيض، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الولاياتالمتحدة لا تحتمل خسارة حلفائها المقرّبين في دول الخليج العربي وفي مقدّمتهم المملكة العربية السعودية، وذلك لعدة اعتبارات مرتبطة بالتعاون الدفاعي القديم بين البلدين، والتفاهم الذي يسود علاقات المؤسسات الأميركية مع نظيراتها من المؤسسات السياسية والعسكرية في دول الخليج، بينما تفشل واشنطن في تطوير أي علاقة جديدة مع الدول العربية التي تعرّضت لهزّات كبرى خلال العقود الأخيرة، بما في ذلك العراق، الذي استثمرت فيه الولاياتالمتحدة بمليارات الدولارات، لتبقى قواعدها فيه عرضة لصواريخ ومسيّرات الميليشيات المارقة". وأوضح ويتي خلال حديثه ل"الرياض" بأنه "بينما تسحب واشنطن قواتها المقاتلة من العراق، الشهر المقبل، وفي ظل تمزّق القرار السياسي العراقي بين راغب باستمرار الوجود الأميركي ورافض له، تحتاج واشنطن الى تعزيز ثقة حلفائها في دول الخليج بقدرتها على تحمل متطلّبات المرحلة المقبلة، بما في ذلك تقديم التعهّدات للحلفاء حول استعداد واشنطن تحمّل أي تبعات طارئة للعودة أو عدم إمكانية العودة الى الاتفاق النووي لعام 2015". وأشار العقيد السابق في الجيش الأميركي، والذي عمل أثناء خدمته العسكرية مع الجيشين المصري والسعودي، إلى أن موقف المؤسسة العسكرية الأميركية كان يذهب دائماً باتجاه نصح الإدارات المتعاقبة بضرورة تعزيز العلاقات العربية - الأميركية، لاسيما مع الجيوش العربية التي طوّرت ثقة كبيرة بينها وبين المؤسسة العسكرية الأميركية. ووصف ويتي العلاقات القديمة والمتجذّرة مع الدول العربية بالثروة صعبة التعويض في ظل الفوضى والانهيارات التي تشهدها دول كثيرة في المنطقة والعالم وكذلك الصعوبات التي تواجهها أميركا في تعاملاتها مع الدول شبه المنهارة، مثل ماهو الحال في سورية حيث اضطرّت الولاياتالمتحدة للعمل مع منظّمات وجماعات ما دون الدولة، الأمر الذي يهدد استراتيجيات أميركا في المنطقة ويجعلها دائماً عرضة للمفاجآت التي تكون في غالب الأحيان غير سارة. وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، قد جدّد في منتدى حوار المنامة الذي عقد الأسبوع الماضي، تعهّد بلاده بالشراكة الراسخة مع دول الخليج، مشيراً الى أن واحد من أصل ثلاث فيالق أميركية منتشرة خارج الأراضي الأميركية يتموضع في الشرق الأوسط، ولن يغادر المنطقة أبداً، في اشارة منه الى الأولوية التي تتمتع بها المنطقة في استراتيجيات وزارة الدفاع الأميركية. وأضاف أوستن "لقد وقفنا جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية التي باتت اليوم تمتلك أقوى الدفاعات الجوية، حيث تمكنت المملكة من التصدي للصواريخ والمسيّرات التي تطلقها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران". وتعهّد اوستن باستمرار التعاون طويل الأمد مع المملكة في كافة المجالات، ولن يهدأ لنا بال حتى يصبح هذا المعدّل 100%. من جانبه قال بريت ماكغورك، منسّق الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط: "لا بديل عن اهتمام الولاياتالمتحدة بأمن الشرق الأوسط، نافياً أن يكون هناك أي ظروف دولية قادرة على الهاء الولاياتالمتحدة عن إيلاء الشرق الأوسط أهمية قصوى". وأضاف ماكغورك "منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم يتزحزح اهتمام أي ادارة أميركية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو أمر توليه ادارة بايدن اهتمام كبير". وأوضح في مؤتمر حوار المنامة بأنه كإدارة ديموقراطية، ليس لدينا أي أوهام حول امكانية تغيير سلوك النظام الإيراني، ولسنا بصدد التساهل مع إيران، الا أن معالجتنا للأمور تهدف الى خفض التصعيد في المنطقة، وتجنيب انفسنا وحلفائنا أي ردات فعل ايرانية متهورة. مردفاً: "الأمر الراسخ بقناعاتنا ونظرتنا لايران، هو أن عامل الضغط يجب أن يكون حاضرا دائما في أي علاقة مع طهران، والرئيس بايدن مستعدا دائما لاستخدام خيارات ردعية للتعامل مع هذا الملف". وقال: "إيران لن تردعنا ولن تؤثر على استراتيجياتنا وتواجدنا في المنطقة، ولن نترك لها المجال لتحديد شكل علاقاتنا وتحرّكاتنا في الشرق الاوسط". وأشار ماكغور الى ان الادارة الأميركية تعرف أن كل الأمور السلبية والمزعزعة للاستقرار التي تجري في المنطقة من تحركات ميليشياوية، ومخاطر نووية، وعنف ممنهج ترتبط بشكل أساسي بالنظام الإيراني.