لم ير دافيد أدجي أشقاءه الثلاثة الذين يمضون عقوبات في سجن لومي، منذ حظرت الحكومة التوغولية زيارات السجناء قبل 18 شهراً لحماية النزلاء من الإصابة بكوفيد- 19. وهذا الحظر الساري منذ أبريل 2020 حرم عائلات مثل عائلة أدجي في هذا البلد الصغير الواقع في غرب إفريقيا، من الاتصال بأقاربهم المسجونين ما أدى إلى تعميق المخاوف بشأن رفاههم. وروى "أنا محطم ومصدوم لأنني لا أعرف ما هو وضع أشقائي". وكان وزير العدل بيوس أغبيتومي أعلن العام الماضي أن كل زيارات السجون ستمنع حتى إشعار آخر، مع منح استثناءات فقط على أساس كل حالة بحالتها. لكن بالنسبة إلى كثر من مواطني توغو، يبدو الحظر الآن غير متناسب إلى حد كبير نظراً إلى حصيلة فيروس كوفيد في البلاد. فقد سجّلت توغو 26167 إصابة بكوفيد- 19 من بينها 243 وفاة فقط منذ بدء الوباء، رغم أن هذه الأرقام منخفضة على الأرجح بسبب نقص الفحوص. في بداية الوباء في ديسمبر 2019، حظر عدد من الدول الزيارات لحماية المسجونين، خوفاً من الانتشار السريع للوباء بين المحتجزين في زنزانات مكتظة، لكن معظم تلك البلدان رفعت الحظر. وقال القاضي أيمي أدي مدير منظمة العفو الدولية في توغو: "المحتجزون فئة خاصة من الأشخاص الذين يستحق عزلهم تضامناً ودعماً نفسياً من أسرهم". كذلك، اعتبر رئيس جمعية ضحايا التعذيب في توغو (أسفيتو) كاو أتشولي أن "الوقت حان لإعادة فتح السجون للزيارات لتوفير بعض الراحة للمسجونين وأهاليهم". في توغو، كما هي الحال في عدد من البلدان الإفريقية، تعتبر الزيارات ضرورية للعديد من السجناء لأنها تسمح لأقاربهم بإحضار الطعام والملابس والأدوية، ويُحضر بعض الأقارب يومياً وجبات الطعام لأحبائهم المحتجزين في ظل نظام سجون يعاني نقصاً في التمويل في توغو. وقال أبو بكر أميدو الذي لديه ستة أقارب محتجزين في سجن لومي المدني أوقفوا عقب احتجاجات المعارضة الكبرى في أكتوبر 2017: "لا أعرف ما إذا كان أقاربي مرضى". وأضاف أن الزيارات قبل الحظر أتاحت له "رفع معنوياتهم قليلاً من خلال إحضار الطعام والدواء بانتظام". ويحكم فور غناسينغبي توغو منذ العام 2005 حين تولى السلطة بعد وفاة والده الجنرال غناسينغبي إياديما الذي حكم توغو لمدة 38 عاماً. وجبة إضافية وينطبق حظر زيارات السجون أيضاً على المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تقدم المساعدة للمحتجزين، لكن بحسب علي السهام الذي يدير برنامجا لمراقبة السجون فإن "أهالي بعض السجناء يطلبون منا تسليم طرود لأحبائهم نعطيها لمسؤولي إدارة السجن، إذ لا يمكننا التواصل مع الموقوفين". ويصر مدير إدارة السجون في توغو على أن من السابق لأوانه إعادة فتح السجون للزوار بسبب مخاوف من انتشار كوفيد. ورأى أكيبو إدريسو أن "السجن بيئة مغلقة وكان من المهم للحكومة حماية السجناء ومنع الانتشار السريع للفيروس في سجوننا". وأشار إلى أن "معظم السجناء والموظفين تلقوا اللقاح. كما أن الموقوفين الجدد الذين سجّلوا أخيراً تلقوا اللقاح". ولفت إلى أن الحكومة تقدّم وجبة إضافية للسجناء بغية مساعدتهم. والمحامون هم الاستثناء الوحيد لحظر الزيارات، لكن عليهم الحصول على إذن مسبق. وقال المحامي كلود كوكو أميغان: إن الحظر فرض فيما كان كل بلد يراقب البلدان الأخرى لمعرفة كيف يواجه الأزمة. وأضاف أن الزيارات بات يجب أن تتاح مجدداً بعد عمليات التلقيح واعتماد قواعد تباعد أكثر صرامة. وتابع "كانت معنويات السجناء متدنية جداً أصلاً. وهذا القرار جعلهم أكثر عزلة".