كُل يوم مذ أن أقبل هذا العام الهجري أذكّر نفسي أن السعادة قرار، وأحاول مقاومة كُل توتر بتعويض لطيف على النفس لأكمل اليوم بأفضل ما يمكن وألحقه بيوم أهدأ وأجمل، القرار يحتاج حزمًا وإرادة، لم أكن من قبل صديقة جيدة لهما لكني اليوم صديقة أفضل لنفسي، لذا عزمت على التمسك بهذا الاختيار. بعض العلاقات مثلًا تبدو جيدة لكن التمعن فيها، والمقارنة بين أيام الارتباط بها وأيام غيابها يلفت النظر إلى مدى سموميتها، تلك بدأتُ التخلص منها، وأخرى يحاول كلا الطرفين فيها الالتزام بعهود وقتٍ مضى منذ زمن ويفشلان في استرجاع قوتها، تلك اخترت بقاءها على ما آلت إليه. قد تعتقد أن العلاقات أبسط من ذلك وأنتَ على حق، هي بسيطة إلى درجة عدم حاجتنا لأن نجعلها من أسباب توترنا، ليست فقط علاقتنا ببعض الناس بل ببعض الأشياء وبعض الأهداف وبعض الأفكار. لا يجعل منك تغيير الأهداف والتخلي عن الكثير من الأشياء وعن بعض الأشخاص شخصاً متذبذباً أو غير واضح، أعني ليس بالضرورة، إن للإنسان وعقله وقلبه وحياته سعة ينبغي التخلي عن البالي فيها واستقبال الأهم، كما أن الركود لا يدل بالضرورة على ثبات إيجابي، بل ربما دل على التشبث بمنطقة الراحة. والعيب كُل العيب ليس في الوقوع أو الرجوع أو الخضوع للمشاعر السلبية أحيانًا، بل الاستلقاء بعد السقوط خوفًا من الارتطام بسقف عند النهوض أو التعرقل بعقبة ما أثناء السير أو مواجهة سد عالٍ مجهولٌ ما وراؤه. لذا فكُل ما عليك فعله أحيانًا عندما تتوه هو أن تقطع تذكرة.