في زخم متغيرات الزمن وعجلة الأيام السريعة، تتغير القرارات الفرديّة والفكريّة، من هنا أصبحنا أكثر وعيا وأكثر اطلاّعا وإلماما بالاستحقاق العالي للذات وعدم الرضوخ لسطوة أي شخص غير سوي وغير جدير بقيادة مركب الزواج، المرأة حفظ لها الإسلام حقّها وكرامتها وكيانها ومن بعده دولتنا الرشيدة أكملت هذا الحق وجعلتها مُنطلقة لمحاربة الظلم وأخذ حقوقها كاملة في الطلاق. الطلاق ليس قراراً سهلاً للطرفين بل ويبدو صعباً، إذا كان الرابط أطفالاً.! لكن قد يكون هو الحل المثالي ليعيش هؤلاء الأبرياء في بيئة صحيّة مترابطة بعيداً عن المشكلات التي قد تجلب لهم الامراض النفسية منذُ الصغر، الطلاق حق شرعه - الله تعالى- في محكم كتابه (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)، الآية صريحة إماّ أن تعيش المرأة والرجل تحت سقف واحد في ظل شراكة زوجيّة ناجحة أو أن يفترقا بإحسان دون أن يقدح كل منهما في الآخر (ولاتنسوا الفضل بينكم). الحمدلله الذي جعل الطلاق مُتاحاً وجائزاً للطرفين وخصوصا للمرأة، فهناك عشرات النساء يعانين من بعض الرجال غير السويين والمصابين بأمراض عقلية تحت وطأة ظروف مختلفة وأخلاق غير سوية، امرأة يتم التشكيك في سلوكها من قِبل زوجها الذي تحفه الأمراض النفسية والأخلاق المرتبكة، وأخرى يتم تعنيفها عشرات المرات بالضرب واللعن والشتم أمام أطفالها، بل وفي الأماكن العامة أحيانا، وعلى النقيض الآخر يوجد هناك أيضاً بعض النساء غير الجديرات بالحياة الزوجية. هنالك سوء فهم قد يصل بهم إلى النفور والكره والمشكلات المُميتة للسعادة والتفاهم والاستقرار. فالطلاق قرار شجاع تتخذه المرأة أو الرجل لإنقاذ مايمكن إنقاذه ولإصلاح مايمكن إصلاحه فالأطفال هنا هم عصارة هذه الشراكة الزوجية وهم الثمرة المرجوة لبناء مجتمع سليم، وفي بعض الحالات يعتبر الطلاق انطلاقا وحياة جديدة يُعيد فيها الطرفان حساباتهم ومعرفة أخطائهم في التجربة الجديدة القادمة، فالفشل واتخاذ قرار الانفصال أفضل مئة مرة من حياة بائسة تعود على الطرفين وأطفالهم بعدم الاستقرار النفسي والأمان والضياع. أريد أن أعرّج على ما نراه من ازدياد في معدل الطلاق اليوم.! العدد في ازدياد وزيادة مُخيفة فبعض حالات الطلاق تافهة ولا تستوجب الانفصال بل حلّها يكمن في إعطاء فرصة لكل منهما لتعديل وسد بعض الثغرات التي بينهما، أماّ الحالات الأخرى فهي فعلاً تستوجب الطلاق لانتهاء الصلاحية للاستمرارية بين الطرفين في ظل تشنجاتهما ومشكلاتهما الكبيرة أمام الأطفال البؤساء.