كتابي اليوم في أوّل مقالاتي بثقافية الرياض نبتدئها بالسلام، ملؤها الوئام لكل من قرأ الحرف وصام عن الحرام، ثم الصلاة على النبي الكريم هادي البشر إلى خير السواء والداعي إلى السلام، فهناك الحسني الذي شقّ طريق السطْر لي وقال مبتسماً: ادخل الرياض إن شاء الله آمناً ومن الشر غانماً، هذا الحسني، داخله فرح يرقص، وإن كان حصيفاً للكلام حتماً يُقصّ نابهٌ، مثابرٌ في الحُسْن أخّاذ، وفي جمال الروح نفّاذ! ثم أما قبل: الحمد لله أن ربي أعطاني الحرف بضاعة لا تباع وتُشْترى، رِبْحُها رضا من القارئ وإن تجرّد الكلام حقيقة وكتب من شفافية الكلمة عارٍ: الباحة اليوم وغداً وأمس في المستقبل لا أعلمه لكنه مجرّد حدسي يا أرباب الثقافية فيها والأدب سأقول كلاماً فيها كله أدب، وبعضاً مني بلا غضب، هو فقط عتب لماذا كل مبدعٍ يظهر فيكم يهاجر وإن عاد تقفلون الباب في وجهه حاسر الحرف منكسر السطر والخاطر، وأن الذي يمدحكم تضعونه على الرأس وتشيرون له ب «سَمّ» وحاضر وذاك المبدع تقولون له: ابتعد عّنّا يا شاطر؟! وهل صدق المثل فيكم مزمار الحيّ لا يطرب، يرحل عن دنيا الثقافية ودمعه كالفنان على خديه يُطْرِب! كسرتم مجاديف الأمل فيه، وكنتم السبب والحزن مَنْ فِيْهِ، أتصدقون أن بحثتُ عن السبب لماذا المبدع في باحة الثقافة مظلوم وعن حقه محروم، فما وجدتُ غير أن حَرْفَه بداخله صامت كالظرف بالشمع مختوم، وأن كل مشكلته أن إبداعه يؤرقهم ونجاحه يكويهم، وحسداً في عينيهم يصليهم! أعتذر إن كان في كتابتي تطاول وعلى هذا النسق صدقوني سأحاول... أما بعد: انتهى الحرف ولم أعدّ أكمل وكأنني فقدت بوصلة الكلام وصاح ديكٌ بانتهاء شغف المفردة والكثير من الغرام، لحظة!! * انتبه هناك في مقالك صوتٌ * أين لم أسمع؟! * انتظر قليلاً نظّف سمعك وأنصت! أتسمع التغريد ذاك الطائر العربيد ولا تقل رجاء من أجلي عيد! * أتقصد هذا الصوت * يا سلام نعم! هو ذاك الصوت! o هذا لا «لا يهش ولا ينش» ولطول حرفي يستمر ويعيش ل»ينتعش» * أنا عليّ التنبيه، وعليك الحذر. * لا تخف يا صاحبي أن من هواة الكتابة على السطر. آخر الأوراق. متى تكون عبقرياً في ظل عبقر إذا استمرّ كل هذا في قنينة عباقرة! بمعنى أن عبقر فتح ذراعيه للعبقري وحين شبّ وأصبح عبقرياً ذلّ عبقر في ظل حدود العباقرة. الحمد لله أني لستُ عبقرياً أو على الأقل، لم أكن تحت حِمَى عبقر، حتى لا أتعثّر في تربة العباقرة، يكفيني أني كتابٌ وقبيلة من الأسباب خلفي.