يعد مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مشروعا رائدا ومهماً جدا لتطوير منطقة جدة التاريخية، حيث تحمل مدينة جدة تراثا وتاريخها عريق لن ينسى ولن يمحى من الذاكرة والوجدان، فضلا على أن جدة التاريخية قد أدرجت على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو. وقد تفاجأنا كتشكيليين حينما نشر سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان صورا لعمل فني يعود للفنان الكبير عبدالحليم رضوي -رحمه الله- في عام 1981 بعد إزالة مبنى تجاري وأكشاك في المنطقة، وقد اتضحت معالم هذا العمل النحتي المميز بتفاصيله الدقيقة ونقوشه المستوحاة من معالم وطبيعة مدينة جدة، إضافة إلى آيات قرآنية وعبارات نقشت بطريقة عفوية بديعة وإضافة عناصر جمالية وزخرفية ورموزا شعبية تميزت بها المنطقة وأضافت للعمل الكثير من الجمال والجاذبية. هذا وقد أسعدنا تسليط الضوء على هذا الإرث الجميل والاهتمام به والحفاظ عليه وقد ظل شامخا لأربعة عقود، وها قد ظهر الآن وتجلى. فأعمال الفنان القدير رضوي ستظل عالقة في ذاكرتنا بجمالها وعفويتها، وبالرغم من أنني وغيري من التشكيليين من جيل مختلف عن جيل الدكتور رضوي إلا أن سيرته العطرة قد ظلت تتناقلها الأجيال كونه من الرواد المؤسسين للحركة التشكيلية في المملكة، وقد قدم الكثير للبلاد ولتطوير الحركة التشكيلية في المملكة منذ بداياتها. فالشكر والتقدير لوزارة الثقافة وسمو وزير الثقافة على الاهتمام الكبير بهذا الإرث الثقافي والفني الخالد.. وكلنا أمل وتفاؤل بمستقبل ثقافي وفني متنوع ومشرق ننافس به بقية دول العالم. *فنانة تشكيلية سمو وزير الثقافة