بين الألم والأمل يعيش الانسان طوال عمره جميع مراحلها وفي كل احوالها وتفاصيلها وتقلباتها، الألم ما يصيب النفس أو الجسم من تعب ومشقة ومن تقلبات نفسية أما الأمل» يعبر عن السعادة والتفاؤل بالمستقبل. الانسان بين الحاضر الألم وبين المستقبل الأمل. ألم" و"أمل" لفظان يشتركان في الحروف نفسها ألف لام ميم وإن بترتيب مختلف، ولكنهما يتناقضان تماماً في المعنى. في الواقع ما بين الألم والأمل أهو اختلاف في ترتيب الحروف أم اختلال في تركيب المعاني، من ناحية المعنى فالفارق شاسع للغاية كالفارق بين النور والظلام وبين الخير والشر أو بين الحياة والموت. أحقاً يستطيع الانسان أنْ يُغيّر بين الأمل والألم تغيير أماكن الحروف وتجعل من الألم أمل في الحياة، فالأمل هو الحياة فلا حياة بلا أمل حتى نعيش لابد لنا من أحلام وآمال وطموحات نتطلع إليها وما أكثر الذين لا يتطلعون للمستقبل للحياة إنهم أناس مهمشين في الحياة لا هدف لهم ألا يدركون إن الألم عبء ومشقة، أما الأمل فهو مصدر للفرح والسعادة. وما أصدق بيت الشعر الطغرائي: (أعلّلُ النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ). الأمل هو الرفيق الذي يرسم على شفاهنا الفرح والسعادة وقت الضيق والتعاسة الأمل يُولِّد الرغبة والطموح اللذين يدفعان الإنسان في طريق النجاح. ذلك الطريق الذي لا يخلو من أشواك وآلام ومعوقات وما أخاف منه حين يتحول الأمل الى الألم حين يكل الانسان ويتوقف عند لحظة تغير حياته، وما أجمل حين تواجه مشكله أن يكون الامل في نهاية النفق. من الطبيعي أن الأمل لا يتحقق بمجرد التمني، بل لا بد من الجهد وتحمل الألم في سبيل تحقيق ذلك وحين نرفع الراية البيضاء سوف نجد دخلنا متاهات ودهاليز البؤس والحرقة، والندم. التفاؤل هو الطريق يعطي حياتنا الآمال والطموحات الواعدة فضاء الكون من حولنا. مشاعر الألم والأمل هاتين الكلمتين تسيران في خط متوازٍ في أحداث حياتنا، والأحداث بينهما تارة تميل إلى الأمل وتارة أخرى تميل إلى الألم إنها القدرة الإلهية إنه قدرنا كل شيء يمر به الانسان فيها مسير وليس مخير. فالحياة بقدر والرزق بقدر والسعادة بقدر والحزن بقدر. وعلينا نحن البشر وخاصة المتشائمين أن نرى الحياة في عيون حلوة جميلة، فنجد أن الحزن يتبعه الأمل بالفرح وتوكّل على الله سبحانه وتعالي. دائما هناك نورٌ في آخر النفق، إياك أن تيأس أو تفقد الأمل. أتعجب من أولئك الذين يشعرون بالألم سواءً أكان نفسيا أو جسديا ولا يحركون ساكناً، تراهم منزوين منغلقين على أنفسهم وكأن ليس هناك أمل حين يرفعون رؤوسهم ونظرهم الى هناك الى المستقبل. أنظر بعين تفاؤلية إلى الحياة ووقتها ستجد كل شيء حولك جميل وجمال ذلك بالأمل. عثمان بن حمد أبا الخيل