إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً.. فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة عندما نفاجأ بحدث يعكر صفو حياتنا.. إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزنٍ.. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف.. هي في الحب بعد العراك.. في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة. ويقول هادي مدرسي: صحيح أن الإنسان يسعى للسعادة المطلقة ويتوق إليها ولكن الأفضل أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة بالأمل المطلق. ويقول الطغرائي: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل إن الأمل بيوم أفضل من يومك وحياة أكرم من حياتك ليس مجرد وقود للحركة والنشاط بل هو أيضاً سبب رئيس للسعادة. يقول دوغلاس مالوك: ينبغي لك أن تؤمن بالسعادة وتأملها وإلا فإن السعادة لن تأتيك أبداً. إن العصفور لن تقل زقزقته ومرحه وفرحه عندما لا يعثر على غير كسرة خبز. ينبغي لك أن تأمل هبوب الرياح حتى وان بدت ساكنة الآن.. وان تأمل نمو الأعشاب في أيام الثلج وهذا هو السبب الذي يدفع العصفور للغناء ففي أحلك أيامه يأمل بالربيع ويحلم بالأعشاب.